وزيرَ العلى والعلمِ والبرِّ والتقى ... على أيمنِ الأوقات والحركات
قدِمتَ بوفد الرأي والعزمِ والندَى ... وقدْ كانَ يكفِي وافد البركات
قدومَ الحيا يروِي ظمَا كلّ منبتٍ ... ضعيفٍ فيا بشرى لضعفِ نبات
ذخرنا نداه في الورى وَوَلاءهُ ... ليومِ حياةٍ أو ليومِ ممات
وليّ غمامٍ أو وليّ عبادةٍ ... ترجِّيه للإحسان والحسنات
إذا بسطت كفَّاه باليمنِ للورى ... رجوا بسطها للأمنِ بالدعوات
هو المرء خافَ الله في كلّ حالةٍ ... فخافتهُ حتَّى الأسدُ في الفلوات
وقوَّى ضعيف الحالِ منا بدهرِهِ ... خلا ما بلحظِ الغِيدِ من فترات
فلا كلم الأعداء جانب جاههُ ... ودامَ مطاعاً نافذَ الكلمات
وكتب إليه الشيخ صفي الدين الحلي قصيدة
يعاتبه على عدم مكاتبته أولها
الخفيف
من لصبّ أدنى البعاد وفاته ... مذْ عداه وصل الحبيب وفاته
فأجابه الشيخ جمال الدين
الخفيف
ما لظبي الحمى إليه التفاته ... بعد ما كدَّر المشيبُ حياته
لهِجٌ بالهوى وإن نفرت أي ... دِي الليالي غزالَهُ ومهاته
كلَّما قيل قد سلا عن فتاةٍ ... عادَهُ الحبّ فاسْتجدّ فتاته
ما على من عصى النهى فيه رأيٌ ... لو عصى في الهوى عليَّ نهاته
بأبي فاتر اللحاظِ غرير ... رامَ تشبيهه الغزالُ ففاته
صائل الحسن إنْ رنا وتثنى ... سلَّ أسيافه وهزَّ قناته
لعيون الورى بخدَّيه وردٌ ... طالما عاقبَ السهادُ جناته
ساقيَ الرَّاح بادِّكار لقاه ... لا عدِمنا ذاكَ اللقا وسقاته
هاتِ كأسِي وإن لحنت من ال ... سكرِ فلا تلحني إذا قلتُ هاته
أنا فرعٌ من النباتِ إذا ما ... هجرَتهُ السقاةُ خافَ مماته