وشيد للملك المؤيد رتبة ... من المجد تملي المادح المتوسلا
مليك رقى قبل الصبا كاهل العلى ... فكيف وقد أبصرته متكهّلا
كريم الثنا نال الكواكب قاعداً ... وجاوز غايات العلى متمهّلا
تخاف الغوادي من نداه كسادها ... وما نفحت كفّاه إلا لتفعلا
يقولون أعدى باليمين يساره ... فجادت فمن أعدى الذي جاد أوّلا
ومن في المعالي قد تقدَّم ورده ... أجلْ إنها عادات آبائه الأولى
ملوك إذا قام الزمان لمفخرٍ ... غدا بليالي ملكهم متجمّلا
كرام ثوَوا ثم استقلّ حديثهم ... فأحزن في عرض البلاد وأسهلا
أناملهم تحت الثرى ربع مائه ... وأقدامهم يكفيه أن يتزلزلا
رقوا ما رقوا من سؤدد ثم قوّضوا ... فزادَ على ما أنهجوه من العلا
هنيئاً لدست الملك بدراً وغرَّة ... إذا انْهلَّ في يوم الندَى وتهللا
دع الغيث بنار البرق والطود راسياً ... ويمّمه إن راعَ الزمان وأمحلا
لراحة إسماعيل أصدق موعداً ... وساحته الفتحاء أمنع مقفلا
هنالك تلقى أنعماً تترك الثرى ... يراد وعزماً يترك الماء يصطلى
وأصيد من نسل الملوك إذا انْتدى ... رأيت معمًّا في السيادة مخولا
أخا كرمٍ تبغي العواذل عطفه ... فتلقاه أندى ما يكونُ معذّلا
دنا رفدُه قيد الوريد وإنَّما ... ترفَّع حتَّى خاطبَ النجم أسفلا
فداه كرام العالمين فإنه ... أبرُّهمُ مالاً وأشرف موئلا
إذا فاخر الأنداد جاءَ فخاره ... بهذا الثنا يستوقف المتأمّلا
وبالعلم وضَّاح الهدى متألِّقاً ... وبالحلمِ فيَّاح الجنا متهدِّلا
وبالمنطق الأزكى أسد محرَّراً ... وبالسؤددِ الأجلى أغرّ محجَّلا
وبالزهدِ موصول القيام كأنما ... يغازل طرفاً من دجى الليل أكحلا
وبالبأس سلْ عنهُ الصوارم في الوغى ... وكانت مواضي البيض أفصح مقولا
وما هي إلاَّ همَّةٌ ملكيَّةٌ ... انْقضى عزمها فرض العلى وتنفَّلا
يخصُّ سجاياها الوفا وهو مسلمٌ ... وكان يهوديًّا يخصُّ السموألا
ويغني عن الأمداح مشهور فضلها ... وما الصبح محتاجٌ إلى الوصفِ والحلى