عيش كريم كم عتبت بمنطق ... فحشى فمي درًّا فقال لهُ ره
كانت لنا الأيام ثم تصرَّمت ... واعْتاض فاقدها بآه عن قه
سقياً لها ولمعشر فارقتهم ... إثر الصبا العادِي فراق المكره
وقصيدة لو لم يعد عهد الصبا ... عادت بأرفع من سناه وأرفه
منظومة الأسلاك في عليا فتى ... عانٍ بحبِّ المكرمات مدله
لا عيبَ فيه غير أنَّ جميله ... وجماله قاضٍ بعجزِ المِدْرَهِ
عمرية أعراقه علوية ... ومديحه لمكرريه شهٍ شهي
وهبت يداه ونبَّهت آراؤه ... فرووا العلى عن وهب بن منبّه
وأصخ لمدحة ناظمٍ في حجرِها ... آوى يتيم النظم غير مسفه
أهلاً بها من أهلِ مصر وحبَّذا ... من منزلٍ بالشام جادَ بمنزه
جاءت مذكّرة الجمال شريفة ... مثل المليحة في إزار لهله
ما بين جاريتين وهي سبوقة ... بمدا العلى سبق الجياد السَّمَّه
ظهرت وأسكرت العقول فحبذا ... بين المحافل خمرة المستنكه
إيهٍ بعيشك يا بديع مقالها ... قلْ كيفَ شئت عن الهوى لا أنتهي
عارضت أبيات العماد فعاذر ... ولو أنها ذات العماد بأن تهي
وتركتها تبكي لآلة سمعة ... قد عطَّلت بعد العماد الآله
وحططت للكندِي تاج تملك ... عن جبهةٍ من قبلها لا تجبه
حتَّى عن الظليل حجّبت الهدى ... وسخرت بالمتنبئ المتأله
كم أصفهانيّ غدا بك أغيراً ... في الترب لم يفتح عيون منوّه
وسليل أعراب فضّلت فلم تدع ... لمزهزهٍ وصفاً ولا لمجهجه
ببديعه إن قالها متحجّب ... عنَّا فلا حجبت مقالة مدره
درَّت بمذهبه الكلاميّ الذي ... قالَ البيان لفكرِه أشعر وافقه
من لو أشار إلى الدقائق كمّه ... قرأت خواتمها عيون الأكمه
سبق الجدال وقبله سبقَ الوغى ... فلوَوْا نسيق المازق المتعنّه
وتعطَّلت آراء طالب شبههم ... وهم الردى لمعطَّلٍ ومشبّه
هذاك أصلهم وهذا فرعهم ... أعظم بفضلِ المبتدِي والمنتهي