لولا التقى والإيمان ... لقيل فيه قرآن

إيهٍ فذاك الإنسان ... إنسان كل إنسان

إنَّ الغمام المنَّان ... يجودنا في الأحيان

ووجهه كالغضبان ... وأنتَ دون إبَّان

دائم صوب جذلان ... ما المنعمان سيَّان

كادَ نداك الطوفان ... يعطي العطا من لا كان

كل الأنام ضيفان ... نزَّاعهم والقطَّان

ما لثراك أكنان ... رفقاً لشدّ ما هان

لكَ الثناء المرنان ... بين حداة الركبان

يشيب معن شيبان ... ويجدع ابن جدعان

لولا عطاك الطنان ... به دمشق تزدان

كانت كبعض البلدان ... لا عَلمٌ ولا بان

مع أنَّ فيها سكان ... مرعى ولا كالسعدان

يكتنفاه السعدان ... سرّ زكا وإعلان

ما لسناه كتمان ... صبح أضاء الأكوان

يثني عليه العصران ... من معشر ذوي شان

شمّ الأنوف غرَّان ... مجتمعين وحدان

حلوا محلّ الجان ... من الكرام الشجعان

طابوا وطابَ الأصلان ... مخاثراً وألبان

أبناؤهم والولدان ... مثل كعوب العيدان

أقدارهم في أوطان ... لها البروج جدران

والنيرات جيران ... يكاد يأتي العطشان

إلى السحاب أشطان ... يا شارباً بأثمان

من عرفه والعرفان ... مدحاً يحلّي الآذان

حيث الزمان خوَّان ... ووجهه كالصوَّان

يبيع مثليَ مجَّان ... والشعر بين الخلان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015