ثنى امتداحك شعري عن عوائده ... فما بدأت بتشبيب ولا غزَل
هذا على أنَّ لي عيناً مسهَّدة ... للحبِّ مخلوقة الإنسان من عجل
أستلمح البرق غربيّ الديار متى ... تقدح أشعّته الأحشاء تشتعل
وأستصحّ بمعتل الصبا جسدي ... وربَّما صحَّت الأجسام بالعلل
وأذكر العيش مصقولاً سوالفه ... إذ مصر داري وأحبابي بها خوَلي
هيهات ذكرك أحلى في فمي وكلا ... كفَّيك لا ذو اللمي أشهى إلى قبلي
تشاغل الناس في لذَّات دهرهمُ ... وأنت بالفضل والأفضال في شغل
وقال يرثي قاضي القضاة جمال الدين القزويني
الخفيف
كلّ حيٍّ قاضٍ عليه زواله ... وإلى هذه السبيل مآله
يا جلالاً عن الزمان تقضَّى ... عزّ ربٌّ قضى وجلَّ جلاله
ما اقتضى حظّنا بقاءك فينا ... واحداً تشمل الأنام ظلاله
هادياً للندى وللعلم ترجى ... كلّ يومٍ أقواله وفعاله
أين ذاك الغمام يدنو إلى النا ... سِ ندى كفّه ويعلو مناله
أين أحكامه وأين علاه ... أين أقواله وأين نواله
قف بقبر الإمام يا نادب الفض ... ل وخلّ البكاء تهمي سجاله
وانْثر الدمعَ حول مثواه نثراً ... مثل ما ينثر الكلام ارْتجاله
ودع الشعر كانَ للشعر وقتٌ ... بنداه وقد تغيَّر حاله
وسلا الصبّ واسْتراح المعنى ... لا صباباته ولا عذَّاله
أقفرت ساحة العلى فبيوت الش ... عر من بعدِ بُعده أطلاله
آه للطالبين علماً ورفداً ... بعد ما غاضَ عزمه واحْتفاله
طالب العلم فيه للنحو نوْحٌ ... لا تسل عنه كيفَ أصبح حاله
طالب الجود مات من كانَ في الج ... ود تباري يمنى يديه شماله
طالب العلم مطلقاً خلّ عنه ... قيد العلم حزنه واتّكاله
عجباً من سريره يوم أوْدى ... كيفما أوْرَقت ورقّت ظلاله