يا من بكفي جاههِ ونوالهِ ... أحبا وأحيا الخامل الصعلوكا
الله بالبرِّ المعجّل والشفا ... ستر الزمان وحالنا المهتوكا
لا زال مثلي كلّ شاكر نعمةٍ ... يدعو بطول بقاك أو يدعوكا
لك في الأولى حظّ وفي طرق العلى ... قدَمٌ وكفٌّ يحسنان سلوكا
وقال يرثي قاضي القضاة نجم الدين
البسيط
يا طالب الجود لا تتعب أمانيكا ... فقد تغيب نجمٌ كان يهديكا
ويا فتى القصد يروي عن غمام يدٍ ... فلك الذي كان ترويه ويرويكا
إنا إلى الله من دهياء قد جعلت ... معنى التصبر بين الناس متروكا
وحسرة ثنت الأجفان جارية ... والقلب تحت أسار الحزن مملوكا
آهاً لفقدك نجم الدين من رجلٍ ... لو أن آهاً تروّي غلّتي فيكا
أرعى النجوم لعلي أن أراك بها ... لا بالثراء وقبل أن أراعيكا
وأسكب الدّمع محمرًّا كأنيَ قد ... أجريت ذائب ما أعطيت مسبوكا
من لي بنفسٍ يكون الخطب قابلها ... فكنت أفدي حمى العليا وأفديكا
مالي أناديك والنعمآء صامتة ... وما عهدتك تلقي من يناديكا
هذا الغياب الذي قد كنت أحسبه ... حتى أكاد قبيل الفقد أبكيكا
لهفي عليك لفضل ما تركت به ... في القول فضلاً ولا في الخلق صعلوكا
لهفي عليك لبيت قد تحيّفه ... عروض دهر فأضحى البيت منهوكا
لهفي عليك لأحكام مسدّدة ... تدني إلى الغرض الأقصى مراميكا
لهفي عليك لآداب مهذبة ... لحظاً يراعيك أو لفظاً يناجيكا
إن يفقد المستفيد العلم من كلم ... ملكاً فقد فقدَ الصوفيّ تسليكا
من للفضائل تحلوها لهاك لنا ... وللفواصل تجلوها مساعيكا
من للقصائد يستوفي موازنها ... فيض الندى وهو من جدوى معانيكا
من للمعاني التي صيرت غايتها ... للأسر عتقاً وللأحرار تمليكا
فمن يجاريك يعرف قدر ما فقدت ... منك الأنام وقل لي من يجاريكا
قالوا السراة كثير حين تخبرهم ... الآن يبصر من يسري مساريكا