فالأمن يعمر منها فوقَ ما تعبوا ... والرُّعب يردع عنها فوقَ ما فتكوا
وأنت نجل ذوي ملك لخدمته ... قد قدَّموا منه في الأرواح ما ملكوا
أنت البداوة في التركِ الأولى نشأوا ... مع الضراغم في الأغيال تشترك
خيولهم في الوغى للبيض راكضةٌ ... وفي جفان القِرى كالبُدنِ تبترك
محمرَّة في العطا آلاف ما وهبوا ... كأنهم لدمِ الأكياس قد سفكوا
يا من بحبلِ ولاه أو مواهبه ... ومن بمسكِ ثناه فاز ممتسك
جبراً لها مدحة لولاك ما انسلكت ... نظماً به سار قوم أية سلكوا
كم مثلها قلت في روض الشباب وكم ... قد قال غيري فبانَ الزهر والحسك
قصرت نظميَ إلا أنه نخبٌ ... وطوَّل الناس إلاَّ أنهم لبكوا
وما تقضت لبانات لطائفةٍ ... قالت حلاوة ألفاظي لقد علكوا
فليعذر الآن مغلوب بعائلةٍ ... ليس السكوت بمجديهم ولا الحراك
تدور في أحرف الألفاظ هامتهُ ... وما يدور على حرفٍ لهم حنك
أموتُ حزناً إذا عاينت حالهمُ ... وما بيَ الموت إلا هذه الترك
خلَّصت رزقهم من كيدِ كائدهم ... وغبت عنهم فلا والله ما تركوا
ولي خصومٌ ولست الآن شاكيهم ... لكنهم في غدٍ يدرون أينَ شكوا
لا زالَ حظُّك من دنيا وآخرةٍ ... ميسراً وحظوظ الناس تعترك
يجرِي بسؤددك الوضَّاح كلّ ثنا ... كأنما هو نجمٌ والثنا فلك
وقال في الشهاب محمود
الطويل
أمنزلَ سعدى بالعذيب سقاكا ... مُلثُّ الحيا حتى يبلّ صداكا
صدىً كلما أدعو أجابَ كأننا ... خلقنا على أطلالها نتشاكى
وربع محا ركض الجنائب رسمه ... وجوم غوادي المرزمين دِرَاكا
وقفت أنادي الصبر في جنباته ... ألا أينَ مغناها وأين غناكا
كأني بكثرِ الهمِّ أختم في الثرى ... رهينة قلبٍ لا يحشّ فكاكا
يعزُّ على المشتاق يا طلل النقا ... بلاه على حكم النوى وبلاكا
وما عن رضىً خفَّ القطين ثنيَّة ... فأثبت في جسمي الضنا ومحاكا