وقال بيدمرية

البسيط

طيفٌ تصيدته والليل محتبك ... من حلية الشهب أو من شعره الحبك

بين الذوائب تمشي في حبائلها ... يا حبَّذا الظبي أو يا حبَّذا الشرك

عجبت من لائمٍ هتكي على قمر ... الشمس منه على الحيطان تنهتك

محجب لا يراه العاذلون ولا ... أصغى إليهم وإن برُّوا وإن أفكوا

فليتهم نظروه واستمعت لهم ... وخلَّصونيَ من جفنيه واشتبكوا

أبكي وعاذليَ التعبان يطلبني ... أسلو فيأخذني من عقلِهِ الضحك

وكيف أسلو هوى بدرٍ رضيت بأن ... أشقى به وهو في اللّذَّات منهمك

لو يعلم الترك أهلوه بأنيَ قد ... شبَّهته البدر ما أبقوا ولا تركوا

أمير حسنٍ كما قلنا أمير تقىً ... في الشامِ وهو على شهبائه ملك

سيف الملوك وكافيهم إذا منحوا ... يوم العطاء ويوم البؤس إن فتكوا

نحن بلقياه إن نفنى بفرقته ... كأنما نحنُ يا بحر الندى سمك

قالوا امتدحه فقلت العيّ معذرة ... قالوا فخذ من حلاه الدرّ ينسلك

أمداحه من عطاه أو فضائله ... كأنَّ أمداحه من تبره سبكوا

ذو الجود والبأس كم يحيى ببيِّنةٍ ... من حيٍّ أو يهلك الأعدا بما هلكوا

يظنُّ من طار خوفاً من مهابته ... أنَّ النجوم عليه في الدجى شبك

وفي النهار يرى خيلاً يضاعفها ... كأنَّ ظلّ المذاكي خلفها رمك

فالشام كالحرم المأمون طائره ... فيه الأماني وفيه البرّ والنسك

نعمٌ وفي حلبٍ فاضت مراضعها ... جدوى خوارزم كالأنواء تعترك

والغيث يهمل لا محلٌ ولا سغبٌ ... والأمن يشمل لا خوفٌ ولا دَرَك

إن جادَ فالمزن في العافين منسفحٌ ... أو جالَ فالدَّمُ في العادين منسفك

ودولة الناصر السلطان زاهرةٌ ... وللسعودِ على أمصارِها برك

كانت عدى الملك كالثعبان فاصطَلحوا ... وبعضهم كان كالبرغوث فانْفركوا

إذا تفرزنَ في الطاغين بندقهم ... فرأسه بتراب الحتف ينمعك

كسرى من الدولة الشهباء منكسرٌ ... قِدماً وقيصر بالتقصير مرتبك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015