وأنت الذي في السهى قدره ... بعيّوق شاهده الناطق
لا بدعَ لفظكَ كم حاسدٍ ... كليم حشاً دونه صاعق
تنزّه في روضة المجتلى ... على المرخ من همة اللاصق
فعيناه في المرخ حيث اجتلت ... بديعاً وأحشاه في دابق
ملكت بحقلِ جلاد الجلال ... وحيداً فمزّقت في مازق
وأفردت نظماً سرياً فما ... لبيتك في النظم من سارق
وأبعدت بالرغم والعجز عن ... جنا دَوْحك الناضر الباسق
فيا طرسيَ ألثم ثراه المري ... ع ألفاً ويا مدحةُ عانق
وعشْ يا ربيب التقى والعلى ... لدى أملٍ بالوفا صادق
ومبلغ علم بإعجازه ... رمى في حشا الندّ بالحارق
علومك يا دوح للمجتني ... وذكرك يا روض للناشق
وقال في قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء
الكامل
قال العذول فزاد قلباً شيّقا ... ما ضرَّ يا مسحور دمعك لو رقى
هيهات مع نأي الأحبَّة والضنا ... ترقى دموع العين أو تجدي الرّقى
ما زاد قلبي في الدموع تبحراً ... إلا وزادني العذول تملُّقا
أبكي الصبا بدموع عينٍ كادَ في ... شكوى الجفا إنسانها أن ينطقا
آهاً لعهد صباً وعهد صبابةٍ ... شبَّ ادِّكارهما فشيب مفرقا
يا من رمى هذا الرماد بمفرقي ... ماذا رمى قلبي الشجيّ فأحرقا
وتفرقت جفناي عن دمعٍ به ... أشرت وعن ميسور نوم أملقا
إن يغن جفنيَّ البكاء فقد قلى ... عدمُ الكرى فيها وأن يتفرَّقا
أفديك راشقة اللحاظ رشيقة ... يا لحظها وقوامها ما أرشقا
عربيةٌ أروِي لباسمِ ثغرها ... نظماً لأكباد الحواسد مقلقا
تجفو ولو أني قبرت وسلمت ... سلمتُ تسليم البشاشة أوزقا
ولربَّما عطفت وغصن قوامها ... بالحلي أثمر والذوائب أورقا
وضممتها في الحيِّ أرشف ثغرها ... ثمَّ انتبهت فلا العذيب ولا النقا