وفضائل ما قد سمعت وإنها ... لسامعِ الأشراف كالأشناف
ولربَّ وردٍ عفته لتدلكٍ ... ولو أنه نهر المجرَّة طاف
ما أجور الأيام في إهمالها ... حقِّي وأعدّ لها عن الصناف
أشكو التأخّر في الزمان وهذه ... شيمي لديه وهذه أسلافي
عطفاً أحال الدين والدنيا على ... حالي فعندك يحسن اسْتعطافي
إن لم أبت ضيفاً لبابك قادماً ... فاجعل كتابي واحدَ الأضياف
وأجزت باب قرى عوائد نحوه ... أن لا يجوز لديه حذف مضاف
من أين للآمالِ مثلك كافلٌ ... أم أين للأحوالِ غيرك كاف
أنت الغياث إذا الغمائم أخلفت ... وعد الثرى بالدّرّ في الأخلاف
والمستماحة في الندى آلافه ... والواحد المربي على الآلاف
غيث الشآم ونيل مصر إذا شتت ... يوماً وضاقت رحلةُ الإيلاف
مدَّت إلى قاضي القضاة يدُ الرَّجا ... فأمدَّها بعوائدِ الإتحاف
هو كعبة الفضل التي قد أغربت ... أهل المقاصدِ حولها بطواف
أقلامه مثل السهام سديدةٌ ... لكنَّها للوفدِ كالأهداف
حفيت بوعدِ الآملين فكلّها ... يسعى إلى لقيا المؤمَّل حاف
في كفِّ فيَّاض النوال كأنها ... لمعُ البروق بعارضٍ وكَّاف
لا عيبَ فيه سوى عطاءٍ مخجلٍ ... جهد المدائح زائد الإسراف
وثناً يشفّ ضياؤه فكأنما ... في أعين الأعداءِ منه أشافي
أوصاف مجدٍ أينعت فترنَّمت ... بالسجعِ فيها ألسنُ الوُصَّاف
ومناقب قد يمَّمت أمد العلا ... فقفت سوابقها الحسان قواف
وفخار بيتٍ في السيادةِ وازنٌ ... ما بيت نظم فخاره بزحاف
بيتٌ أبو دلفٍ بناه وبالغت ... أنباه في شرف وفي إشراف
ما فاخرته العرب إلاَّ هاشماً ... فغدت إليه هشيمةَ الآناف
أو سامت الفرس الأوائل عزّه ... لتقطّعت أكتاف ذي الأكتاف
تبقى على مرِّ الزمان وغيره ... عاف الذّرى متوعر الأكناف
يا من مقام فخاره المحمود لم ... تحتج دلائله إلى كشَّاف