حرف الفاء

قال ولم ينشد

الكامل

قاسي الجوانح لين الأعطاف ... أهواه في الحالين غصن خلاف

رشأ من الأتراك إلا أن في ... جفنيه ما في الهند من أسياف

أدنى حياصته إلى أردافه ... فانظر لزخرفها على الأحقاف

واعجب لشكوى الخصر رقّة حاله ... ومن الغنى لشكاية الأرداف

ولتاركي في حبِّه وكأنَّما ... إنسان عيني مُبتلى برعاف

أفديه عسال القوام إذا مشى ... وإذا يشاء فمعسل الترشاف

تلتفّ قامته بواردِ شعره ... فأرى الشقا في جنَّةٍ ألفاف

ولقد أرى طرق الرشاد بتركه ... لكنَّ قلبي مولّع بخلافي

واشقوتي منه بخصر مخطف ... نهب السلوّ وناظرٍ خطَّاف

إن خابَ سائل أدمعي في حبِّه ... فلكثرة الإلحاح والإلحاف

وأكاد أصدّق ثم يطمعني بهِ ... بشر يغير الدّرّ في الأصداف

لا اليأس يثبت لي عليه ولا الرَّجا ... فكأنني في موقف الأعراف

ولربَّ ذي عذلٍ إذا بلَّ البكى ... رُدْنيّ باكر مسمعي بنشاف

مالي وما للعذول في متحكمٍ ... لي في الهوى مضنٍ لديه وشاف

إني لأطلب لا لشيءٍ وصله ... إلاَّ لينظر في الوصال عفافي

ما كانَ في العشرين يهفو منطقي ... أيكون في الخمسين فعلٌ هاف

شيمٌ عن السلف الذكيّ ورثتها ... لا في الصبى عِيبتْ عليّ ولا في

لي حين أنسب أسرةٌ عربيةٌ ... كادتْ تعدّ الشهب من أحلافي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015