وقال قاضوية
الطويل
ألا في سبيل الحبّ حال مسهدٍ ... لثعلب هذا الفجر عنه مراغ
يراعي نجوم الليل تبراً ودأبه ... أمانيّ من عهد الوصال تصاغ
دعا شجوه فقد الأحبة والصبا ... فما للكرى في مقلتيه مساغ
أحبايَ لي في اليوم شغلٌ بصبوتي ... وشيبي وفي أهل الملام فراغ
وكم عاقب اللوام والشيب في الهوى ... محبًّا وفي جلد المحبّ دُباغ
صبغت مشيبي راجياً عودة الصبا ... وهيهات منه دعوة وبلاغ
كذلك أفكار المشيب إذا سرت ... وفي بعض باذنجانهنّ صباغ
دَع الغيّ بعد الأربعين فكم دعا ... هداة الورى داعي الغواة فزاغوا
وقد أسقط العالي بناثر ساقط ... كطاهر ماء المزن حين بلاغ
تباركَ من صانَ العلى بعليها ... على حين رام السائدون وراغوا
ثنى كلّ باعٍ من مداها ممدَّح ... كأن ثناه في البسيطةِ باغ
ووافى وأوقات الزمان كثيفة ... فها هي كالبيض الحسان رفاغ
أخو الفضل والألفاظ قالت وعلمت ... فأصغى إليها المادحون وصاغوا
وقاضي قضاة الشام والذكر والندى ... بحيث ثبيرٌ فالحسا فأباع
على كلّ وادٍ للندى منه مبسمٌ ... وفي كلِّ حيٍّ للصنائع داغ
من المعشر السامين كادَ وَليدهم ... يقول لنظَّام المدائح ناغوا
كأن العلى شخصٌ لهم منه قد سعا ... وفي الناسِ كعبٌ للعلى ودماغ
أمولاي خذْها ذاتَ نظمٍ موشع ... على أوجه الأنداد ذاك ردَاغ