ذو قلم يجني الغنى والفنا ... من شهده أو سمّه المنقع
ينهلّ منه القصد في منجحٍ ... ويلجأ الجيش إلى منجع
أيّ ردينيّ بغى حربه ... من ندمٍ للسنِّ لم يقرع
يا سابق الناس لشأوِ العلى ... من حاصرٍ باقٍ ومن مرتع
كأنما يسلك في مجهلٍ ... وأنتَ في متّضح مهيَعي
تهنَّ بالحجِّة مقبولة ... فائزة المقصد والمرجع
والحجر المدنى إليه يداً ... بأكرم الحالك والأصنع
وانعم ودُمْ واسمعْ معاني الثنا ... على قصور الخلق واسْتمتع
جلت معاليك على واصفٍ ... حتى غدا المادح كالمقدع
وأبعدت عن حاسدٍ كائدٍ ... أينَ السهى من مقعد أقطع
وأبعدت علياك لي في الندى ... فجبتها بالكلم المبدع
ورد نعماك إليَّ الرَّجا ... فأنتَ شمسي والرَّجا يوشعي
وقال يرثي والدة ناصر الدين كاتب السر بدمشق
الطويل
أذاتَ الحجى إن الحجاب ليمنع ... عن اللفظ حتى في رثائك يسمع
ولكنَّ تطويقي لهىً ناصرية ... تحث على أني أنوح وأسجع
ولم لا وقد أبصرته متحرّقاً ... بفرقة حبّ راحلٍ ليسَ يرجع
أيسرع لي بالمالِ جوداً ولا أرى ... بماءِ جفوني جائداً أتسرَّع
وأما دموعي بالبكاء كأنها ... على صحن خدِّي من دمِ القلب تهمع
لقد عمَّنا ما خصَّه من رزيةٍ ... بأمثالها تدمي الجفون وتدمع
رزية من كانت له أصل بهجة ... وكلّ بهيج ضمنها يتفرَّع
فما ليَ لا أرثي تقاها وفضلها ... وأرثي له والقلب حرَّان موجع
وأندب للمحراب قنديل غرَّةٍ ... بنورِ التقى طول الدجى يتشعشع
وأندب للمعروف والبرّ راحةً ... ترى راحة تعبانها حين ينفع
وأندبها للتربِ من حجب العلى ... وديعة أستار إلى عدن تودع
وأندبها لليومِ صوماً وللدجى ... صلاةً وأذكاراً ونسكاً يوزَّع