وقال مؤيديية
البسيط
أهلاً بطيف على الجرعاء مختلس ... والفجر في سحر كالثغر في لعس
والنجم في الأفق الغربي منحدر ... كشعلة سقطت من كف مقتبس
يا حبَّذا زمن الجرعاء من زمن ... كل اللياليَ فيه ليلة العرُس
وحبَّذا العيش مع هيفاء لو برزت ... للبدر لو يزْهُ أو للغصن لم يمس
خود لها مثل ما في الظبي من ملح ... وليسَ للظبي ما فيها من الأنس
محروسة بشعاع البيض ملتمعاً ... ونور ذاك المحيا آية الحرس
يسعى ورا لحظها قلبي ومن عجب ... سعيُ الطريدة في آثار مفترس
ليت العذول على مرآى محاسنها ... لو كان ثنى عمى عينيه بالخرس
إني وإن علقت بالقلب صبوته ... لمحوج العيس طيّ الضوء والغلس
سفينة ليس تجري بي لذي بخل ... إنَّ السفينة لا تجري على اليبس
تؤم باب ابن أيوب إذا اعتكرت ... سودُ الخطوب كما يؤتم بالقبس
المانح الرّفد أفناناً مهدلة ... فما يردّ جناها كف ملتمس
والرافع البخل في الدنيا وساكنها ... بجود كفيه رفع الماء للنجس
محا المؤيد بؤس المقترين فما ... تكاد تظفر جدواه بمبتئس
واستأنس الناس جدوى كفه فرووا ... عن مالك خبر العليا وعن أنس
ملك يقاس مجاريه بسؤدده ... إذا تقايس عير الدار بالفرس
وينتهي لضحى بشر مؤمله ... إذا انتهى من بني الدنيا إلى عبس
مظفر الجدّ مشاء على جدد ... من حلمه اللدن أو من حربه الشرس