بَصُرْتُ بِأُمّاتِ الْحَيا فَظَنَنْتُها ... أَنامِلَهُ إِنَّ السَّحائِبَ أَشْباهُ

أَخُو الْحَزْمِ ما فاجاهُ خَطْبٌ فَكادَهُ ... وَذُو الْعَزْمِ ما عاناهُ أَمْرٌ فَعَنّاهُ

وَساعٍ إلى غاياتِ كُلِّ خَفِيَّةٍ ... مِنَ الْمَجْدِ ما جاراهُ خَلْقٌ فَباراهُ

بِهِ رُدَّ نَحْوِي فائِتُ الْحَظِّ راغِماً ... وَأَسْخَطَ فِيَّ الدَّهْرُ مَنْ كانَ أَرْضاهُ

تَحامَتْنِيَ الأَيّامُ عِنْدَ لِقائِهِ ... كَأَنِّيَ فِيها بَأْسُهُ وَهْيَ أَعْداهُ

إِلَيْكَ رَحَلْتُ الْعِيسَ تَنْقُلُ وَقْرَها ... ثَناءً وَلِلأَعْلى يُجَهَّزُ أَعْلاهُ

وَلا عُذْرَ لِي إِنْ رابَنِي الدَّهْرُ بَعْدَما ... تَوَخَّتْكَ بِي يا خَيْرَ مَنْ تَتَوَخّاهُ

وَرَكْبٍ أَمَاطُوا الْهَمَّ عَنْهُمْ بِهِمَّةٍ ... سَواءٌ بِها أَقْصى الْمَرامِ وأَدْناهُ

قَطَعْتُ بِهِمْ عَرْضَ الْفَلاةِ وَطالَما ... رَمى مَقْتَلَ الْبَيْداءِ عَزْمِي فَأَصْماهُ

وَسَيْرٍ كَإِيماضِ الْبُرُوقِ وَمَطْلَبٍ ... لَبِسْنا الدُّجى مِنْ دُونِهِ وَخَلَعْناهُ

إِلى الْمَلِكِ الْجَعْدِ الْجَزِيلِ عَطاؤُهُ ... إِلى الْقَمَرِ السَّعِدْ الْجَمِيلِ مُحَيّاهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015