خَلِيَليَّ قَدْ هَبَّ اشْتِياقِي هُبُوبُها ... حُسُوماً فَهَلْ مِنْ زَوْرَةٍ تَتَلافاهُ

أَعِينا عَلَى وَجْدِي فَليْسَ بِنافِعٍ ... إِخاؤُكُما خِلاًّ إِذا لَمْ تُعِيناهُ

أَما سُبَّةٌ أَنْ تَخْذُلا ذا صَبابَةٍ ... دَعا وَجْدَهُ الشَّوْقُ الْقَدِيمُ فَلَبّاهُ

وَأَكَمَدْ مَحْزُونٍ وَأَوْجَعُ مُمْرَضٍ ... مِنَ الْوَجْدِ شاكٍ لَيْسَ تُسْمَعُ شَكْواهُ

شَرى لُبَّهُ خَبْلُ السَّقامِ وَباعَهُ ... وَأَرْخَصَهُ سَوْمُ الْغَرامِ وَأَغْلاهُ

وَبِالْجِزْعِ حَيٌّ كلِّما عَنَّ ذِكْرُهُمْ ... أَماتَ الْهَوى مِنِّي فُؤاداً وَأَحْياهُ

تَمَنَّيْتُهُمْ بِالرَّقْمَتَيْنِ وَدارُهُمْ ... بِوادِي الْغَضا يا بُعْد ما أَتَمَنّاهُ

سَقى الْوابِلُ الرّبْعِيُّ ماحِلَ رَبْعِكُمْ ... وَراوحَهُ ما شاءَ رَوْحٌ وَغاداهُ

وَجَرَّ عَلَيْهِ ذَيْلَهُ كُلُّ ماطِرٍ ... إِذا ما مَشى فِي عاطِلِ الْتُّرْبِ حَلاّهُ

وَما كنْتُ لُوْلا أَنَّ دَمْعِيَ منْ دَمٍ ... لأَحْمِلَ مَنّاً لِلسَّحابِ بِسُقْياهُ

غَلى أَنَّ فَخْرَ الْمُلْكِ لِلأَرْضِ كافِلٌ ... بِفَيْض نَدىً لا يَبْلُغُ الْقَطْرُ شَرْواهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015