إِلى رَبْعِ عَمّارِ بْنِ عَمّارِ الَّذِي ... تَكَفَّلَ أَرْزاقَ الْعُفاةِ بِجَدْواهُ

وَلَمّا بَلَغْناهُ بَلَغْنا بِهِ الْمُنى ... وَشِيكاً وَأَعْطَيْنا الْغِنى مِن عَطَاياهُ

فَتىً لَمْ نَمِلْ يَوْماً بِرُكْنِ سَماحِهِ ... عَلَى حَدثانِ الدَّهْرِ إِلاّ هَدَمْناهُ

مِنَ الْقُوْمِ ياما أَمْنَعَ الْجارُ بَيْنَهُمْ ... وَأَحْلَى مَذاقَ الْعَيْشِ فِيهِمْ وَأَمْراهُ

وَأَصْفى حَياةً عِنْدُهمْ وَأَرَقَّها ... وَأَبْرَدَ ظِلاًّ فِي ذَراهُمْ وَأَنْداهُ

اغَرُّ صَبِيحٌ عِرْضُهُ وَجَبِينُهُ ... كَأَنَّهُما أفْعالُهُ وَسَجاياهُ

لَكَ اللهُ ما أَغْراك بِالْجُودِ هِمَّةً ... سُرُوراً بِما تَحْبُو كَأَنَّكَ تُحْباهُ

دَعَوْنا رَقُودَ الْحَظِّ بِاسْمِكَ دَعْوَةً ... فَهَبَّ كَأَنّا منْ عَقالٍ نَشَطْناهُ

وَجُدْتَ فَأَثْنَيْنا بِحَمْدِكَ إِنَّهُ ... ذِمامٌ بِحُكْمِ الْمَكْرُماتِ قَضَيْناهُ

مَكارِمُ أَدَّبْنَ الزَّمان فَقَدْ غَدا ... بِها مُقْلِعاً عَمّا جَنى وَتَجَنّاهُ

أَيامَنْ أَذاك الدَّهْرُ حَمْدِي فَصانَهُ ... وَقَلَّصَ ظِلَّ الْعَيْشِ عنِّي فَأَضفْاهُ

وَعَلَّمَنِي كَيْفَ الْمَطالِبُ جُودُهُ ... وَما كنْتُ أَدْرِي ما الْمَطالِبُ لَوْلاهُ

لأَنْتَ الذِي أَغْنَيْتَنِي وَحَمَيْتَنِي ... لَيالِيَ لا مالٌ لَدَيَّ وَلا جاهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015