ما أَحسَنَ الجَدَّ إِذا نالَهُ ... صاحِبُهُ بِالجِدِّ لا بِالمُزاح

لا يُدرِكُ العَلياءَ إِلّا فَتىً ... مِثلُ أَبي العُلوانِ بَحرِ السَماح

مُعتَسِفُ الهِمَّةِ لا يَرتَضي ... لِنَفسِهِ بِالسَلمِ دُونَ الكِفاح

يَحتَقِرُ المَوتَ وَيَغشى الوَغى ... بِجُؤجُؤٍ ثَبتٍ وَوَجهٍ وَقاح

كَأَنَّما تَحتَ جَلابِيبِهِ ... أَغلبُ لا يَثنِيهِ وَخزُ الرِماح

تَمشي بِهِ سَلهَبَةٌ شَطبَةٌ ... أَو سَلهَبٌ شَطبٌ كَثيرُ المَراح

كَأَنَّما دُهمَتُهُ ظُلمَةٌ ... وَوَجهُهُ أَوَّلُ فَجرِ الصَباح

يَجرِي وَتَجري الرِيحُ في إِثرِهِ ... فَيَلحَقُ الفُرصَةَ قَبلَ الرِياح

مُؤَدَّبُ الأَعضاءِ مُستَحسَنٌ ... ماشِينَ بِالبُهرِ وَلا بِالجِماح

كَالغادَةِ الحَسناءِ أَرسانُهُ ... تَلعَبُ في هادِيهِ لُعبَ الوِشاح

يَكادُ أَن يَختِمَ مِن وَطئِهِ ... صُخُورَ البِطاح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015