بها بعدها عن العاصمة، ثم ان الصراع والثورات والفتن جعلت اهل المدن يتشوقون للاستقرار والامن فوجدوه مع الحفصيين، وبخاصة أن لهم سابقة وفضلاً في الدعوة وبناء الدولة الموحدية بالمغرب، وواتتهم الفرصة لما تنكر المأمون للدعوة المهدية وأزال رسومها، فجاء أبو زكريا بن أبي محمد عبد الواحد الحفصي الى تونس وسيطر عليها، واستقل بها، واتبع نظم الموحدين وكتب للجهات بطلب البيعات (?).
وفي الوقت نفسه انفصلت فيه الأندلس، وأفريقية بدأت أحوال الخلفاء في المغرب تضطرب والولايات تستقل (?)، فسيطرت قبائل بني مرين على بوادي المغرب، وانفصل بني عبد الواد في تلمسان، واستقل الحفصيون في تونس وطرابلس فهذه الانقسامات ساهمت في اضعاف الدولة الموحدية.
9 - فتور مبادىء ابن تومرت في نفوس الموحدين بل هناك من زعماء الموحدين من أعلن البراءة منها:
كانت فكرة الموحدين قائمة على العقائد ومرتكزة على المهدية الهادفة للتجديد وهي سر حيوية التنظيم الدقيق في اجهزة حزب الموحدين والذي توصلوا من خلاله الى الدولة، فأنتج هذا الايمان طاعة عمياء يسرت تنظيم الحزب فالجيش ثم الادارة، يصف لنا المراكشي نوعية تلك الطاعة فيقول: "ولم تزل طاعة المصامدة لابن تومرت تكثر وفتنتهم به تشتد وتعظيمهم له يتأكد إلى أن بلغوا في ذلك لو أمر أحدهم بقتل أبيه أو أخيه لبادر إلى ذلك من غير إبطاء" (?). ولم