افريقية، وتقلص نفوذ الموحدين بالمغرب الأقصى نفسه حتى سقطت عاصمتهم في يد المرينيين.
ففي فترة الانحلال ازداد ضغط الممالك المسيحية على الاراضي الاندلسية: أرغون من الشرق وقشتالة من الشمال والبرتغال من الغرب، وظهر في شرق الاندلس ابوعبد الله محمد بن هود في رجب 625هـ/1228م في مرسيه وحكم تحت شعار العباسيين وسيطر بن هود على معظم الاندلس وخلع أهل الاندلس طاعة الموحدين (وقتلوهم في كل بلد منها وأجلوهم وأستأصلوهم إلا من ستره الله منهم واخفاه في ذلك الوقت عنهم) (?).
ودخلت الاندلس في دور طوائف ثالث فقام 626هـ/1229م زيان بن مردنيش وفي سنة 630هـ/1233م ثار محمد بن يوسف بن الأحمر بأرجونة ونازع ابن هود على زعامة الاندلس فما جاء عام 636هـ/1239م إلا وقد سيطر على غرب الاندلس (?).
زالت هيبة الموحدين من نفوس الأندلسيين وتحولوا شطر تونس حيث القوة الموحدية الجديدة بقيادة الحفصيين واضطرت الأندلس لمجابهة النصارى منفردة، فابتلعوها ماعدا دولة بني نصر في غرناطة، وسقطت حواضر الاندلس واحدة تلو الاخرى، فسقطت قرطبة عام 633هـ/1236م وبلنسية في عام 636هـ/1239م، ومرسية 644هـ/1246م واشبيلية 646هـ/1248م وكان هذا السقوط المريع في مدة قصيرة جداً.
وانفصلت افريقية سنة 627هـ/1230م، وقد ساعد على قيام دولة الحفصيين