دوله الموحدين (صفحة 231)

الشهوات والتطلع إلى الزعامة والحفاظ عليها والعس لها وطلب أسباب العيش الهنيء (?).

وقد مضت سنة الله في المترفين الذين أبطرتهم النعمة وابتعدو عن شرع الله تعالى بالهلاك والعذاب.

قال تعالى: {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين. فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون. لا تركضوا وارجعوا الى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون}.

ومن سنة الله تعالى جعل هلاك الأمة بفسق مترفيها، قال تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} سورة الاسراء، الآية 16.

وجاء في تفسيرها: وإذا دنا وقت هلاكها أمرنا بالطاعة مترفيها أي متنعميها وجبَّاريها وملوكها ففسقوا فيها فحق عليها القول فأهلكناها. وإنما خص الله تعالى المترفين بالذكر مع توجه الأمر بالطاعة الى الجميع لأنهم أئمة الفسق ورؤساء الضلال، وما وقع من سواهم إنما وقع باتباعهم وإغوائهم، فكان توجه الأمر إليهم آكد (?).

8 - تقلص اراضي الدولة في افريقية والمغرب والأندلس:

فنتيجة لضعف السلطة المركزية، وتناحر عناصرها، اغتنمت المراكز البعيدة الفرصة وانفصلت، فخرجت الاندلس عن طاعة الموحدين وتبعتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015