دوله الموحدين (صفحة 230)

بارز يشايعون هذا أو ذاك متوخين مصلحتهم المادية، ولا يتورعون عن بيع قائدهم مقابل جعل من المال فينهزمون ساعة الصدام الحاسمة (?).

7 - الترف والانغماس في الشهوات الذي وقع فيه خلفاء الموحدين المتأخرون وانهماكهم في ملذاتهم غير مهتمين بشؤون الدولة والحكم، فقد فقدت الدولة سهر الحكام الأول وتدقيقهم في أمور الحكم، واشرافهم على كل امر جل أم صغر، فالناصر منذ هزيمة العقاب احتجب وانهمك في الملذات حتى وافاه حينه، ويوسف المستنصر لم يخرج من حضرته طوال أيام خلافته، وكان مولعا بانتجاع البقر والخيل في رياضة وتوفى من طعنة بقرة شرود، والمرتضى كان ميالا للدعة والمسالمة، ومولعا بالسماع ليلا ونهارا (?) وكذلك المقربون منهم.

وهكذا أصبح هؤلاء المترفون لا يهتمون إلا بملاذ الدنيا وشهواتها وجمع المال لذلك، ولا يهمهم ما يكون في الناس من منكرات فهي لا تقلقهم ولا ينهون عنها لان انشغالهم واهتمامهم بما يجلب لهم الملذات فقط ولو كان ذلك على حساب الآخرة ونعيمها، قال تعالى: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن انجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين} (سورة هود، الآية: 116). وقوله تعالى: {واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه} أراد بالذين ظلموا: تاركي النهي عن المنكرات، أي لم يهتموا بماهو ركن عظيم من أركان الدين وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنما اهتموا بالتنعم والترف والانغماس في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015