لا شك أن النزاع السياسي وضعف الهيكل الاداري للدولة تركا أثرا بالغا في التنظيم العسكري للدولة ولقد كانت قوات الموحدين العسكرية على مستوى رفيع من التعبئة المعنوية والاستعداد المادي ولذلك حققوا انتصارات هائلة على خصومهم وحفظوا دولتهم من الطامعين في اسقاطها إلا أن جيش الموحدين في زمن السلطان الناصر فقد قدرته على الضبط والربط وعلى وضع الخطط الحربية وضعا صحيحا وتنفيذا اكيدا.
وظهر ذلك العجز القيادي والقدرة القتالية في معركة العقاب التي انهزم فيها الموحدون وتأثرت معنوياتهم القتالية ولم يستطيعوا بعد تلك الكسرة العنيفة في موقعة العقاب ان يغدوا جيشا قادرا على تحقيق انتصارات بل تابع جيش الموحدين مسيرته الهابطة، فتكرس انحلاله وتفككه في الهزائم المتكررة أمام النصارى في الأندلس وأمام بني مرين في المغرب الأقصى.
لقد ساهم في ضعف وانحلال الجيش، ضعف مبادئ الموحدين في نفوس الجند الذين أصبح همهم الأوحد الغنائم وجمعها لا القتال في سبيل المعتقد والمبدأ والفكرة.
ولقد تبدل هدف القادة في استعمال الجيش، فبدلا من ردع الثوار المحاربين وجهاد الاعداء الكافرين الى اتخاذ الجيش أداة سياسية للإستعلاء وفرض النفوذ لحساب أشخاصهم أو لحساب غيرهم ولذلك فتحت أبواب الإنضمام للجيش من المرتزقة من عرب وعجم.
لقد كان ادخال العربان في الجيش الموحدي كافة على اهدافه ونظامه إذ لا هم لهم سوى السلب والنهب واكتساب المال ولا يعرفون نظاما ولا يتقيدون بأوامر وبعد النزاع بين السادة والتسلط من مراكز القوة وجد هؤلاء العربان سوقا رائجة وتجارة رابحة، ففي كل فتنة تنشب وكل حرب تندلع كان لهم دور