ومنذ وفاة الناصر استبد هؤلاء الأشياخ بالامور، فرفعوا للخلافة من شاءوا وخلعوا من كرهوا، وقتلوا من ارادوا، وصار امرهم كالأتراك مع بني العباس (?).
إن أشياخ الموحدين الذين احتلوا المراكز الأساسية في الدولة اصبحت لهم مكاسب لن يتخلوا عنها، فكانا دائما يبسطون نفوذهم لكيلا يفلت زمام الحكم من ايديهم ولهذا استبدوا. ولما كانت مصالحهم متضاربة فقد أغرقوا الدولة في فتن وثورات لم تهدأ (?).
إن هذا الخلاف الشديد والنزاع الذي استحكم بين ابناء عبد المؤمن، وظهور الخلفاء الضعفاء وتحكم اشياخ الموحدين على العاصمة، ونشوب الفتن فيها، جعل ولاة الأقاليم يستبدون بولاياتهم، وانفصل بعضهم نهائيا عن مراكش. لقد رافق الضعف السياسي المتمثل في الخلفاء وأشياخ الموحدين والولاة ضعف إداري ظهر في تحكم الولاة والوزراء.
لقد كانت الادارة الموحدية في عصر ازدهار الدولة تمتاز بدقة الجهاز الاداري، وحسن ضبطه، ومتابعة الخلافاء وإشرافهم بانفسهم وكان عمل الوزراء والولاة هو التنفيذ والتبليغ ومن ظهرت منه بوادر الاستبداد والتهاون نكب بلا رحمة (?).
6 - الانهيار العسكري الذي اصاب دولة الموحدين، وتغير أهداف الجيش الموحدي: