بسبتة وتسمى بالمؤيد، فلما حصره المأمون فر إلى ابن هود في الاندلس. ولا ريب في ان هذا النزاع أفقد الخلافة هيبتها، فأهملت الادارة، وانتشرت الفتن، وقلّت المجابي، واستبد الولاة بولاياتهم عندما اندلعت نار الحروب الضارية بين بني عبد المؤمن (?).
ب- دخل زعماء الموحدين من البيت الحاكم في محالفات مع النصارى من أجل تحقيق كل فريق النصر على خصومه، فأبو محمد عبد الله البياسي يستعين بالنصارى، والمأمون لما نكث أهل مراكش بيعته وهو بالاندلس استنصر ملك قشتالة الذي اشترط عليه عشرة حصون يختارها وأن يبني كنيسة للروم بمراكش مقابل عدد من الفرسان الروم، فهكذا دفع الصراع امراء الموحدين الى التنازل عن اراضي الدولة في سبيل تحقيق مصالحهم الخاصة.
ج- إن النزاع بين أمراء البيت الحاكم في دولة الموحدين جعل المتنفيذين من اشياخ الموحدين أو الاداريين او القواد العسكريين يتدخلون في اختيار الحكام منذ وفاة المستنصر، ولما كانت الخلافة قد استقرت في بني عبد المؤمن فقد عمدوا لتولية حكام ضعفاء صغار السن او مقعدي الشيوخة أوباحثين عن ملذاتهم (?).
إن ضعف الخلفاء يسر طريق مجموعات متعددة للسيطرة والتسلط على مقدرات الدولة والتحكم في سياستها وتوجيهها. وكان لأشياخ الموحدين أثر بالغ في ذلك من دون سائر المجموعات الأخرى أدارية ام قبلية أم عسكرية (?).