دوله الموحدين (صفحة 226)

5 - النزاع على الخلافة بين الموحدين ولم يستطيعوا ان يضعوا نظاما ثابتا لتولي الخلافة عندهم:

كان لهذا النزاع آثار وخيمة على الدولة ومصيرها، فمنذ وفاة المستنصر اصبح من المعتاد أن يكون على رأس الدولة اكثر من خليفة، فاضطر كل منهم ان يستنجد بعناصر من قبائل الموحدين والعرب المهاجرين واصحاب المصالح من حكام الولايات المستبدين، وبل وبأعدائهم من النصارى فوجدت مراكز القوى في النزاع فرصة سانحة لبسط نفوذها وتولية من تشاء وعزل من تريد، فسقطت هيبة الخلافة، مما ساعد على اضمحلالها وزوالها. ونستطيع أن نحدد آثار طريقة اختيار الخليفة وما أعقبها من نزاع على السلطة على كيان الدولة في ثلاثة مظاهر: تعدد الخلفاء في وقت واحد، والاستعانة بالنصارى، وتولية حكام ضعاف (?).

أ - ولما تولى الخلافة عبد الواحد بعد وفاة يوسف المستنصر خالف عليه بعد شهرين ابن اخيه العادل بن المنصور بمرسية، وحسم الأمر بخلع عبد الواحد ثم قتله والاجماع على خلافة العادل، وبعد قليل خرج على العادل واليه على قرطبة في 623/ 1226 السيد ابو محمد عبد الله العباسي وبمقتل العادل بايع الموحدون المأمون بن المنصور، فلما خشي الاشياخ قوة شخصيته بايعوا يحي بن الناصر، وظل كل منهما مدعيا للأمر، عاملا على إحراز النصر على منافسه طوال خلافة المأمون وما يقرب من الأربعة اعوام من خلافة الرشيد (شوال 624 - 633/ 1227 - 1226م) وفي عام 629هـ/1231م ظهر الى جانبهم خليفة ثالث لما ادعى بالامر السيد ابو موسى بن المنصور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015