وبالإضافة إلى هاتين الدولتين السنيتين، فإن الدولة الزيرية الصنهاجية قد نهجت النهج السني في آخر عمرها وذلك حينما أعلن المعز بن باديس
(406 - 453هـ) انفصاله عن الدولة العبيدية في سنة 440هـ حيث خلع طاعتهم، وأخذ بمذهب أهل السنة كما لعن الرافضة وقتل من وجده في دياره منهم، ثم مالبث أن دعا للخليفة العباسي القائم بأمر الله (422 - 467هـ) (?) وبهذا تحول اتجاه هذه الدولة إلى الاتجاه السني، بعد أن كان اتجاهها رافضياً (?). ولقد فصلت في تاريخ دولة الأغالبة في كتابي الثاني (صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الافريقي)، وتكلمت عن الدولة العبيدية الرافضية وكيف قضى عليه سيف السنة ومزيل البدعة المعز بن باديس في كتابي الثالث (صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الافريقي) وتحدثت عن دولة المرابطين وفقه التمكين عن قادتها العظام في كتابي الرابع (صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الافريقي).
2 - الاتجاه الخارجي: ويمثله دولتا المدراريين (140 - 347هـ) والرستميين (144 - 296هـ).
وقد قامت دولة بني مدرار في سجلماسة جنوب المغرب الأقصى سنة 140هـ، على يد عيسى بن يزيد المكناسي والذي كان يدين بالمذهب الصفري أحد الاتجاهات الرئيسية عند الخوارج، حيث بسطت هذه الدولة سلطانها على منطقة سلجماسة جنوب بلاد المغرب الأقصى (?).