وفي سنة 155هـ قتل أهل سجلماسة زعيمهم عيسى المكناسي لمآخذ أخذوها عليه، ثم ولوا بعده أبا القاسم سمعون بن واسول الملقب بمدرار
(155 - 167هـ) (?) وقد تولى على عرش الدولة أبناؤه وأحفاده من بعده حيث تذبذبوا في ولائهم المذهبي والسياسي، فمنهم من خطب للعباسيين، ومنهم من خطب للعبيديين، فلما تولى محمد بن الفتح بن ميمون بن مدرار
(332 - 347هـ) أعلن خروجه على المذهب الخارجي، وأخذ بالمذهب السني، لكن العبيديين قضوا عليه حينما هاجم جوهر الصقلي سجلماسة سنة 347هـ وبوفاته انتهت دولة بني مدرار.
أما دولة الرستميين، والتي كانت تنهج المذهب الأباضي، فقد أسسها في بلاد المغرب الاوسط عبد الرحمن بن رستم (144 - 171هـ) سنة 144هـ حيث اتخذ مدينة تاهرت حاضرة له (?).
ولما توفي عبد الرحمن بن رستم سنة 171هـ ترك الأمر شورى، بين سبعة من رجال الدولة الرستمية، وقد اختلف هؤلاء السبعة، فبينما رأى بعضهم مبايعة ابنه عبد الوهاب، رأى آخرون (?) مبايعة مسعود الأندلسي أحد السبعة الذين ترك عبد الرحمن الأمر فيهم، لكن مسعود تنازل لعبد الوهاب، بعد أن كادت الفتن تعصف بالدولة (?) وقد استمرت هذه الدولة تحكم بلاد المغرب حتى قضى العبيديون على آخر أمرائها وهو اليقظان بن أبي اليقظان