نافعاً.
تدري ما العلم النافع؟ هو مانزل به القرآن وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، ولم يأت، ولم يأت نهي عنه قال عليه السلام: (من رغب عن سنتي فليس مني (?). فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله وبإدمان النظر في الصحيحين، سنن النسائي، ورياض النووي، وأذكاره، تفلح وتنجح. وإياك وآراء عباد الفلاسفة، ووظائف أهل الرياضيات، وجوع الرهبان وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة، فواغوثاه ياالله، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم، نعم" ولم ينسى الذهبي أنه يوفي الإمام الغزالي حقه قائلاً: "فرحم الله الإمام أبا حامد فإين مثله في علومه وفضائله؟ ولكن لاندعي عصمة من الغلط والخطأ، ولا تقليد في الأصول" (?).
وقال الشيخ الطرطوشي (?) في رسالة له إلى ابن مظفر: (فأما ماذكرت من أبي حامد فقد رأيته، وكلمته فرأيته جليلاً من أهل العلم واجتمع فيه العقل والفهم، ومارس العلوم طول عمره، وفاق على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له العدول عن طريق العلماء، ودخل في غمار العلماء ثم تصوف وهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين، فلما عمل "الاحياء"، عمد يتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولاخبير بمعرفتها، فسقط على أمِّ