حيث نزل بقرطبة (?) ودرس بها على القاضي أبي جعفر حمدين بن محمد بن حمدين إلا أن الاقامة في قرطبة لم تدم طويلاً بل كانت محطة للعبور (?).
ومن الأندلس توجه المهدي إلى تونس بحراً ونزل بالمهدية حيث درس بها على أبي عبد الله المازري ثم قصد مصر على طريق جزيرة جربة حيث أقام بها بعض أيام (?).
ثم توجه إلى الديار المصرية وتلقى دروساً وأخذ علماً من الشيخ أبي بكر الطرطوشي ولم يمكث طويلاً في مصر حيث فضل الذهاب إلى الحجاز لحج البيت الحرام ويؤدي الفريضة (?) وتوجه من الحجاز نحو العراق ومكث بها مايزيد على عشر سنوات وهناك تبحر في علم الكلام وعقائد الاعتزال، والأشاعرة وأخذ من كل مايخدم فكرته طرفا قال ابن خلدون: (ودخل العراق، ولقي جلّة العلماء يومئذ وفحول النظار، وأفاد علماً واسعاً) (?).
ومن أشهر شيوخه في بلاد المشرق الإسلامي: الغزالي، والكيا الهرّاسي، والمبارك بن عبد الجبار، وأبو بكر الشاشي.
وكان الإمام الغزالي (ت:555) مبرزاً في علم أصول الدين والتصوف ومتبحراً في علم الكلام ووقع في اغلاط واخطاء قال الذهبي عن كتابه الاحياء: (أما الاحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير لولا مافيه من آداب ورسوم، وزهد في طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية نسأل الله علماً