وعندما كان طفلاً تلقى دراسته الأولية بالكتاتيب في قريته، فتعلّم القرآن حفظاً ورسماً وقراءة على عادة المغاربة كما وصفها ابن خلدون في قوله: (أما أهل المغرب فمذهبهم في الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط، وأخذهم أثناء الدراسة بالرسم ومسائله واختلاف حملة القرآن فيه ... إلى أن يجاوزوا حدّ البلوغ إلى الشبيبة) (?).
وربما قبل رحلته إلى المشرق تعلم العربية وادبها وشيئاً من الفقه، لقد ظهر اهتمامه وشغفه بالعلم منذ شبابه قال ابن خلدون: "وشبّ محمد هذا قارئاً للعلم، وكان يسمّى "آسفو" ومعناه الضياء لكثرة ماكان يسرج في القناديل بالمساجد لملازمتها" (?).
ب- رحلته في طلب العلم
تاقت نفسه للمزيد من العلوم الشرعية، فقصد المشرق الإسلامي لينهال من منابع العلم، ومصادر المعارف، ومهد الحضارات مايفيده في تحقيق اهدافه التي يرنو إليها.
فبدأت رحلته في عام 500هـ، فحج وشرع في طلب العلم، ودامت رحلته خمسة عشر عاماً كان لها الأثر المباشر في تشكيل شخصيته والتأثير في آرائه وأفكاره.
ومكث في العواصم الإسلامية من أجل التعلم والتتلمذ على العلماء في كل من بغداد، والاسكندرية والحجاز، وكان قبل الرحلة المغربية سافر إلى الأندلس