وهكذا نجح الموحدون في إسقاط دولة المرابطين بعد سلسلة طويلة من الصراع المرير استخدم فيه الطرفان مختلف الخطط ضد بعضهما البعض.
ولكن خطط الموحدين كانت أحكم من خطط المرابطين، فقد اعتمد الموحدون أسلوب الحرب الطويلة مستخدمين أسلوب حرب العصابات فقضوا على اقتصاديات دولة المرابطين. كما شجع هذا الوضع الاسبان النصارى على تشديد الضغط على المرابطين لتحويل المعركة لصالحهم وقد صور صاحب الحلل الموشية (?) ذلك بقوله: (وتأججت نار الفتنة بالمغرب، وبسبب هذه الفتنة اتصلت الحرب، وغلت الأسعار وتوالت الفتن، وعم الجدب وقلت المجابي وكثر على أهل الإسلام المحن بالعدوتين ووجه كثير من حماة الأندلس الى العدوة ونقل اليها كثير من أسلحتها وعددها فكان ذلك أعظم فساد حل بالأندلس واختل عليهم وألح النصارى بالضرب على جهات بلاد الأندلس حين علموا عجز الإمارة بالمغرب عن الدفاع لما فيه من الفتن حتى تغلبوا على كثير من بلادها، وكان الإسلام بها عزيزاً والكفر مقهوراً والجزية مرتفعة منذ ملكها يوسف بن تاشفين إلى زمان خروج المهدي فساءت الأحوال وكثرت الشدائد والأهوال) (?).
وبعد دخول الموحدين مراكش اصبح عبد المؤمن سيد المغرب الأقصى كله، فكان لابد من توطيد اركان دولته الجديدة في الأندلس والمغرب الأدنى والأوسط.