دوله الموحدين (صفحة 114)

ثالثاً: اهتمام الموحدين بالأندلس:

بعد أن احتل عبد المؤمن بن علي مدينة فاس وحاصر مراكش تلقى من أهل سبتة بيعتهم له، فولى عليهم يوسف بن مخلوف الهنتاتي ولكن أهل سبتة انتقضوا على يوسف بن مخلوف وقتلوه هو ومن معه من الموحدين، وجاز القاضي عياض واليهم السابق الى يحيى بن علي بن غانية المسوفي والى الأندلس، فلقيه بالجزيرة الخضراء وطلب منه والياً على سبتة، فأرسل معه يحيى بن أبي بكر المعروف بالصحراوي، فقام بأمر سبتة وشكل حلفاً مع القبائل الخارجة عن الموحدين من أمثال برغواطة ودكالة، فاضطر عبد المؤمن إلى قتال هؤلاء الخارجين عليه، فاستطاع أن ينكل فيهم بالقتل والأسر والسبي حتى انقادوا لطاعته، ثم عاد إلى مراكش وتقدم الصحراوي بطلب العفو عنه، فعفا عبد المؤمن عنه، وراجع أهل سبتة طاعتهم، وكذلك أهل سلا الذين كانوا خرجوا عليه (?).

وبعد هذه المعارك الطاحنة في المغرب الأقصى واستتاب الأمر لعبد المؤمن وجه نظره الى الأندلس وكانت كثير من مدنها قد استغلت الصراع بين المرابطين والموحدين فأعلنت ثوراتها وانفصالها عن المرابطين وزادت عنفاً هذه الثورات بعد وفاة تاشفين بن علي في عام 539هـ وكان علي بن عيسى بن ميمون من بين هؤلاء الثوار، فاستقل بقادس ودخل في طاعة الموحدين، وخطب أول خطبة لهم في قادس سنة 540هـ كذلك قام أحمد بن قيس الصوفي الثائر في مرتلة، فلما استولى أبو محمد سدراي على مرتلة أجاز ابن قيس إلى عبد المؤمن بمراكش عام 541هـ ورغبه في احتلال الأندلس وضمها إلى دولة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015