وجهتها ثغر وهران، تمكنت من اقتحامه والاستيلاء عليه، والثانية بقيادة الشيخ أبي ابراهيم اسماعيل، وكانت وجهتها قبائل بني وانوان، والثالثة بقيادة يوسف بن واندوين وسارت الى جبل مديونة من أحواز تلمسان، فخرج اليها المرابطون من تلمسان بقيادة أبي بكر بن الجوهر، ومحمد بن يحيى بن فانو، ونشبت بين الفريقين معركة عنيفة في وادي الزينون، انهزم فيها المرابطون وقتل القائدان ابن الجوهر وابن فانو، وهكذا واصل الموحدون سلسلة انتصاراتهم، على قوى المرابطين وان كانت كلفتهم كثيراً طوال حياة أمير المسلمين علي بن يوسف لمحبة الناس له وعظم هيبته في نفوس المرابطين، ثم جاءت وفاته سنة 537هـ بداية لنهاية دولة المرابطين (?)، وتولى الحكم بعده تاشفين الذي كان متفرغاً في حياة والده لقتال الموحدين، لذلك خف الضغط على الموحدين لانشغال تاشفين عنهم بعض الوقت بشئون الحكم الداخلية وبالمحافظة على هيبة المرابطين في الأندلس ومما زاد الأمر سوءاً أن النورمان أدركوا حرج الدولة المرابطية في ذلك الوقت، وداهموا سبتة بأسطول يتألف من نحو مائة وخمسين سفينة حربية في عام (538هـ) فتصدى لهم الأسطول المرابطي بقيادة علي بن ميمون وأنزل بهم هزيمة نكراء.
وفي هذا الوقت أيضاً حدث خلاف بين لمتونة ومسوفة من قبائل المرابطين فانضمت مسوفة الى الموحدين. وفي عام 539هـ/ 1144م تمكن عبد المؤمن بن علي من قتل القائد المرابطي الربرتير ودخل تلمسان وفي 27 رمضان من نفس العام قتل تاشفين ودخل الموحدون وهران، وفي 14 ذي القعدة 540هـ/ دخل الموحدون فاس، وفي 18 شوال تمكنوا من دخول مراكش (?).