زحفهم فكان أول موضع قصده عبد المؤمن هو قلعة الولجة من حصون المنطقة المعروفة باسم لكاي وتقع الى الشمال الشرقي من فاس.
وفي نفس الوقت تقدم تاشفين بن علي ومعه الروبرتير في أثر الموحدين، فاضطر الموحدون الى ترك أرض لكاي الى أرض بني غمارة من بطون صنهاجة، وكانوا قد أظهروا ولاءهم للموحدين ودخلوا في طاعتهم. وعندئذ سار تاشفين والروبرتير إلى أرض بني تاودا ونزلوا بها، وأصبح العسكران كفرسي رهان، كلما تقدم الموحدون سار وراءهم المرابطون، ثم خرج الروبرتير واشتبك مع الموحدين في معركة عنيفة في موضع يقال له "تازغدرا" أسفرت عن قتل عدد من القوتين، ارتد الروبرتير على أثرها الى بني تاودا بينما سار الموحدون الى "تاغزوت" ومنها الى بني مزكلدة، ثم الى ايلانة ثم إلى ايجن. وفي ايجن مرض الشيخ أبو حفص عمر بن علي أزناج أحد جماعة العشرة، فلما شعر بدنو أجله وعظ أشياخ الموحدين ونصحهم بالتزام الصبر والتمسك والاخلاص لمبادئ ابن تومرت، وطاعة عبد المؤمن، ثم توفي في مساء نفس اليوم ودفن في موضع يسمى "بجدار نمضى"، ثم واصل الموحدون سيرهم في الريف، مروراً بتا مقريت ووادي لو أرض بني سعيد.
ومن وراءهم الروبرتير يتعقبهم الى أن وصل إلى مدينة تطوان، في الوقت الذي وصلت قوات الموحدين الى قلعة باديس المطلة على البحر المتوسط، ومكنت نفوذها في تلك النواحي، وواصلت من هنالك تقدمها الى ثغر المزمة ومنها الى جبل تمسامان، حيث وجه عبد المؤمن قائده عبد الرحمن بن زكو في قوة من الموحدين لغزو مليلة، فاقتحمه وظفر بغنائم وفيرة ثم رحل الموحدون الى ندرومه من بلاد كوميه، قبيلة عبد المؤمن ومنها واصلوا تقدمهم شرقا إلى تاجرا مسقط رأس عبد المؤمن وفي هذه البلدة وجه عبد المؤمن ثلاث حملات الأولى بقيادة عبد الرحمن بن زكو،