أيام، وهو يشن عليهم الغارات، ثم تركهم وسار بعد ذلك الى قبيلة بني وجدزران ثم الى بني سوار من منانة الجبل، وكان أبو بكر بن علي بن يوسف قد قتل أشياخهم وأعيانهم لدخولهم في طاعة الموحدين ثم سار عبد المؤمن الى أجر فرجان، فتبعه تاشفين بن علي في قواته وسد عليه الطريق، فنشبت في أجر فرجان معركة عنيفة بين الفريقين، هزم فيها تاشفين، وتكررت هزيمته ثلاث مرات الى أن فر بنفسه الى جهة الميزتانوت، فاستولى الموحدون على أسلابه من السلاح والثياب والدواب والعبيد وفي هذه اللحظات وصلت قوة مرابطية من مراكش مدداً لتاشفين ولكنها وصلت بعد فوات الأوان أي بعد هزيمة تاشفين، فطمعوا في انتزاع الغنائم من الموحدين، فلما علم عبد المؤمن بذلك لجأ إلى الحيلة فأمر برصد الكمائن في مضايق الجبل وقدم الغنائم بين يديه اجتذاباً للقوة المرابطية التي كانت من قبيلة جزولة وأمر الكمائن بالاندفاع نحوهم اذا ماسمعوا قرع الطبول. نجحت خطة عبد المؤمن بن علي نجاحاً تجاوز كل تقدير في الحسبان، فقد هاجمت جزولة ساقة الغنيمة وقتلت بعض حراسها، فلما توسطوا مواضع الكمائن، دقت الطبول فجأة، فاندفعت الكمائن صوب جزولة فأبادوهم عن آخرهم واستولوا على أسلحتهم ودوابهم وما إن تم لعبد المؤمن ذلك حتى تراجع صوب بلاد جنفيسة.
وفي عام 534هـ، خرج الأمير تاشفين بجيش ضخم من لمتونة وزناتة لقتال الموحدين وانضمت اليه فرقة بقيادة الروبرتير، وتمكن المرابطون من حصارهم في موقع يقال له تيزعور مايقرب من شهرين، وشددوا عليهم الحصار وقطعوا عنهم الميرة حتى اضطر الموحدون الى أكل حيواناتهم، ثم نشبت بين الفريقين معركة عنيفة رجحت في بدايتها كفة المرابطين ولكنها انتهت بهزيمتهم وانسحاب تاشفين الى مراكش حاملاً معه الروبرتير جريحاً.