فانو غير أن زيري بن ماخوخ أحد شيوخ زناتة لم يلبث أن أعلن انضمامه إلى الموحدين، وراسل عبد المؤمن بن علي وطلب منه عسكراً لمهاجمة عسكر المغرب الذي يقوده عبد الله بن يحيى بن أبي بكر، فأمده بقوة موحدية، أغار بها على محلات عسكر المغرب، وألحق بهم خسائر فادحة. وفي نفس الوقت توفي القائد يحيى بن فانو قائد العسكر الزناتي الموالي للمرابطين، فأسند الأمير سير القيادة الى القوة الزناتية لمحمد بن يحيى ابن القائد المتوفي، الذي واصل سيره بقوات أبيه حتى نزل على مقربة من وجده. وكانت الأنباء قد وصلت إلى سير بن علي بأن عبد المؤمن يريد بلاد غماره، فوضع له سير ألفي فارس في طريقه ليمنعه من تحقيق هدفه، واستمرت هذه القوات المرابطية مايقرب من الشهرين تتناوب حراسة الطريق ومراقبة تحركات عبد المؤمن. وفي أثناء ذلك راسل زيري بن ماخوخ ذويه من زناتة واتفق معهم على أن يخذلوا المرابطين في المعركة المقبلة بين المرابطين والموحدين فأرسل عبد المؤمن سرية من جنده مع زيري بن ماخوخ، خرجت من جبل غياثة الى محلة زناتة، وهاجمتها، ونشبت بين الفريقين معركة انهزمت فيها زناتة (?).
وفي عام 533هـ تحرك عبد المؤمن بن علي من تينملل، ونزل في بلد ملول من منانة في أراضي حاحة، فزحف اليه الامير تاشفين بن علي بن يوسف ولي عهد المرابطين من مراكش ومعه الروبرتير قائد فرقة الجند للمرابطين، ونزل تاشفين بقواته في تاحكوط في حاحة، وكان علي بن يوسف قد قتل عدداً من أعيان قبيلة منانة، وكان ذلك سبباً في دخولها في طاعة الموحدين ولكنها ارتدت عن الطاعة ثلاث مرات، فأقام عبد المؤمن في بني ملول شهراً وثلاثة