وفي عام 526هـ حدث أمراً عظيماً يحمل في طياته مغزى عظيماً ومبشراً بقرب أفول عهد المرابطين، فقد انضم القائد المرابطي المشهور الفلاكي (?) ومعه طائفة من جنده الى الموحدين، وكان الفلاكي من أهل اشبيلية وكان في بداية أمره شقياً وقاطع طريق، ثم تاب فعفا عنه والي اشبيلية، وقدمه على الرماة والرجالة، ثم انتقل الى خدمة أمير المسلمين علي بن يوسف، الذي قدمه على فرقة من جند المرابطين ووجهه الى السوس لمدافعة الموحدين، فجد في محاربتهم وأظهر بطولة وشجاعة نادرتين، ثم لم تلبث العلاقات بينه وبين أمير المسلمين أن ساءت فانضم الى الموحدين، وأخذ يهاجم الحصون المرابطية الواقعة في منطقة السوس، ويفعل بها مثلما كان يفعل في الحصون الموحدية من قبل، وظل في خدمة الموحدين الى أن ارتد بعد ذلك عن الطاعة وعاد إلى طاعة المرابطين وفي عام 528هـ قتل قائد المرابطين ابراهيم بن يوسف بن تاشفين واستطاع الموحدون فتح مدينة تارودنت أعظم معاقل المرابطين في بلاد السوس.
وفي عام 529هـ سار عبد المؤمن لغزو بني بيغز وظل عبد المؤمن يحاصرهم نحو أربعين يوماً، فلما يئس من اخضاعهم رفع الحصار وعاد الى تينملل واستمر الصراع من عام 531هـ، 532هـ وفي هذا العام 532هـ تحرك عبد المؤمن من تينملل الى جبل غياثة، فعسكر بجرائده على مقربة من المقرمدة عند وادي أبي حلوا، كما انضمت اليه قوة عسكرية يتولى قيادتها عبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن تيفلويت، فعسكرت بالقرب من محلة سير، وفي نفس الوقت حشدت زناتة الموالية للمرابطين خمسة آلاف فارس يتقدمهم يحيى بن