تينملل، وكانت قد وقعت خلال غيبته حادثة خطيرة، ان دلت على شيء فانما تدل على أن الطموح الى الرئاسة كان مايزال يضطرم في نفوس بعض منافسي عبد المؤمن وأن الرغبة في القيادة والتطلع إلى الزعامة كانت لاتزال تلح في نفوس أقرب المقربين إلى عبد المؤمن وأعني بهم أصحاب ابن تومرت العشرة وتتلخص هذه الحادثة في اقدام عبد الله بن ملوية أحد أصحاب بن تومرت العشرة، على شق عصا الطاعة على عبد المؤمن بن علي أثناء غيابه عن تينملل غازياً، واعلانه الطاعة لأمير المسلمين علي بن يوسف الذي لم يتردد في اعلان رضاه عن ابن ملوية، ووضع تحت تصرفه قوة عسكرية مرابطية لمهاجمة تينملل، فسار ابن ملوية بتلك القوة الى موضع يسمى تامد غوست قاعدة قبيلة جنفيسة بهدف استمالتها الى جانبه ثم يزحف بقواته المجتمعة الى تينملل، غير أن عبد الله بن وسيدرن أحد زعماء جنفيسة المقيمين في تينملل جمع شيوخ جنفيسة وأعلنوا تمسكهم بالعهد الذي قطعوه لابن تومرت، ونعوا إلى ابن ملوية تلك الخيانة وفي الحال قام أبو سعيد يخلف بن الحسن آتيكي أحد أهل خمسين ومعه غلامه، وسارا الى محلة ابن ملوية وقتلاه، وحملا جثته الى تينملل حيث صلبت، ولما عاد عبد المؤمن وعلم بما حدث شكر لجنفيسة اخلاصها وقسم الغنائم عليها (?).
ويبدو أن عبد الله بن ملوية لم يكن متطلعاً للزعامة وإنما أراد الرجوع إلى الحق والتوبة وخصوصاً وهو أحد العشرة الذين يعرفون الكثير من كذب وباطل وظلم وجور مارسه ابن تومرت بدون مسوغ شرعي ولذلك أعلن طاعته لأمير المسلمين علي بن يوسف.