الصعب تصديقه اذا أخذنا بالاعتبار كثرة عدد القلاع والحصون المرابطية في المغرب فضلاً عن انشغالهم بالجهاد ضد النصارى في الأندلس. رحل عبد المؤمن عن تازجورت بعد أن سبى ميمونة بنت ينتان بن عمر أرملة والي الحصن المذكور وصحبها معه إلى تينملل، حيث ظلت أسيرة لديه حتى أفتديت فيما بعد، بمن كان في تلمسان من أسرى الموحدين، ثم سار عبد المؤمن الى درعة واستولى عليها، كما استولى في نفس العام - 526هـ على حصن هزرجة، فقد اقتحمه وأحرقه وقتل معظم حاميته، ومنها سار الى بلدة جثجال وأضرم فيها النيران وقتل أهلها، ثم سار إلى بلدة أجلاحال، وكان أهلها قد قتلوا أحد أصحاب ابن تومرت وامرأته في يوم العيد، فجمع عبد المؤمن أهلها وقتل منهم مايزيد على ثلاثمائة رجل، وفي نفس العام استولى الموحدون على حصن جلاوة افتتحه الشيخ أبو حفص عمر بن يحيى الهنتاتي أحد أصحاب ابن تومرت العشرة ومعه بعض وجوه الموحدين، وكان أهل الحصن قد جرحوا ابن تومرت في احدى غزواته، فدخله الموحدون عنوة وقتلوا كل من فيه، وفي هذا العام أيضاً افتتح الموحدون حصن تاسيغيموث أمنع حصون المرابطين وكان قد تولى بناءه ميمون بن ياسين، كما كانت تقوم على حراسته حامية، من هزرجة قوامها مائتي وخمسمائة راجل، فلما يئس الموحدون من فتحه لمناعته لجأوا الى الحيلة فداخلوا بعض أفراده من حامية الحصن وتواطئوا معهم على فتحه، فأقتحموه ليلاً، وقتلوا أبو بكر بن واصول اللمطي واليه المرابطي ومن معه من المرابطين، ونقلوا أبواب الحصن الحديدية الى تينملل
حيث ركبت على باب الفخارين (?) عاد عبد المؤمن الى