ويمضي الكتاب مع القارئ إلى عهد التفكك وضعف وانهيار الدولة السلجوقية، ويشير إلى الصراع بين بركيارق بن ملكشاه، وتركان خاتون زوجة أبيه التي قاتلت من أجل تولى ابنها محمود الطفل الصغير للسلطنة ويفصل الكتاب في الصراعات الداخلية والقتال الذي حدث داخل البيت السلجوقي، ووفاة بركيارق بن ملكشاه وتولي محمد بن ملكشاه السلطنة والذي قام بمحاربة الباطنية. وتناول الكتاب سيرة الخليفة المستظهر بالله، وسيرة السلطان السلجوقي سنجر بن ملكشاه، والصراع الداخلي في البيت السلجوقي على السلطنة، وسيرة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه، وصراعه مع الخليفة العباسي المسترشد بالله الذي حاول انتزاع حقوق الخليفة من السلاطين السلاجقة وإعادة هيبة الخلافة إلا أنه وقع في الأسر ثم قُتل بواسطة الباطنية, ثم تولى الخليفة الراشد بعد والده المسترشد إلا أنه عزل ثم قُتل في عهد السلطان مسعود السلجوقي، وتحدثت عن مظاهر السيطرة السلجوقية على الخلافة العباسية والتي منها: نقل مقر الحكومة خارج بغداد، وتفويض السلطة من الخليفة إلى السلطان السلجوقي، وتدخل السلاجقة في ولاية العهد، وحرمان الخلافة العباسية خلال فترة السيطرة السلجوقية من إعادة تشكيل الجيش. وتكلمت عن بداية انتعاش الخلافة العباسية في عهد المقتفي لأمر الله المتوفى سنة 555هـ والذي سيأتي الحديث عنه بإذن الله عند حديثنا عن الزنكيين، وأشرت إلى نهاية الدولة السلجوقية وأسباب زوالها.
وفي الفصل الثاني تطرقت إلى نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي وعن صفات وزير الخليفة العباسي من العلم، والرأي السديد، والعدل، والكفاية والسياسة والشئون الدينية، وقوانين الوزارة والبلاغة وحسن الترسل والمحبة لدى العامة والخاصة, والمعرفة بقواعد ديوان الخلافة, وعن صفات الوزير السلجوقي، من محبة العلم والعلماء والعدل، والصلاح والفقه، وإجادة اللغتين العربية والفارسية, والكفاية، وتدبير البلاد والجيوش، والشهامة والصبر, وعن مراسم تقليد الوزير العباسي والسلجوقي وألقابهم وامتيازاتهم وصلاحياتهم الإدارية والسياسية والمالية والعسكرية، وعن أساليب العزل والمصادرة، وعن المساومة والمنافسة على منصب الوزارة العباسية والوزارة السلجوقية, وترجمت لأشهر وزراء الخلفاء العباسيين في العهد السلجوقي كفخر الدولة بن جهير، وعميد الدولة بن جهير, والوزير أبى شجاع محمد بن الحسين الروذراوري وهو القائل عن الوزارة:
تولاها وليس له عدو ... وفارقها وليس له صديق
والوزير الحسن بن علي بن صدقة، وشرف الدين علي بن طراد الزينبي، والوزير الكبير عون الدين بن هبيرة الذي ستأتي - بإذن الله- ترجمته مفصلة في سيرة نور الدين زنكي عند