ميلاده وإن كان الأرجح أنه جاوز الثمانين (?). قال ابن كثير: صاحب التفسير وشرح السنة والتهذيب في الفقه والجمع بين الصحيحين و المصابيح في الصحاح والحسان وغير ذلك، اشتغل على القاضي حسين، وبرع في هذه العلوم وكان علاّمة زمنه فيها، وكان ديناً ورعاً زاهداً عابداً صالحاً (?).

فالبغوي رحمه الله كان ممن أكرمهم الله تعالى بنشر مذهب أهل السنة وتربية الناس على تعاليمه في العهد السلجوقي, ووضع الله لكتبه القبول والانتشار وساهمت في بلورة المشروع السني الكبير الذي توج بانتصار الإسلام وتقليص النفوذ الباطني ودحره، وتحرير البلاد الإسلامية من أيدي الصليبيين فيما بعد.

الحادي عشر: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي:

الإمام القدوة، الحافظ الكبير، أبو إسماعيل، عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري مصنَّفُ كتاب «ذم الكلام»، وشيخ خراسان من ذرية صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي أيوب الأنصاري، مولده في سنة ست وتسعين وثلاثمائة (?). كان رحمه الله: آية في لسان التذكير والتصوف من سلاطين العلماء, سمع ببغداد من أبي محمد الخلاَّل وغيره يروي في مجالس وعظه الأحاديث بالإسناد، وينهي عن تعليقها وكان بارعاً في اللغة، حافظاً للحديث قرأ عليه السلفي كتاب ذم الكلام, وكان يدخل على الأمراء والجبابرة فما يبالي، ويرى الغريب من المحُدَّثين، فيبالغ في إكرامه (?)، وكان شيخ الإسلام أثريا قُحّاً، ينال من المتكلمة (?).

- اعتزازه بالمذهب الحنبلي: قال محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنصاري يقول: إذا ذكرت التفسير، فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير وسمعته ينشد على منبره:

أنا حنبلي ما حييت وإن أمُت ... فوصيتي للناس أن يتحنبلوا

وقال في قصيدته النونية: ... أنا حنبلي ما حييتُ وإن أمُت ... فوصيتي ذاكم إلى الإخوان

إذ دينه ديني وديني دينه ... ما كنت إمعةً له دينان (?)

- كتابه منازل السائرين والمحن التي تعرض لها: قال الذهبي: ولقد بالغ أبو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015