وعندما دمّر السلاجقة الآبار ومجاري المياه التي طالتها أيديهم عانى الصليبيون ودوابهم الكثير من العطش خاصة مع حرارة الصيف واشتداد الحاجة إلى الماء (?)، وفي المقابل كانوا عند انسحابهم يأتون على كل ما يمكن أن يستفيد منه عدوهم حرقاً وهدماً وتخريباً (?).
حاول السلاجقة التأثير على جيش أعدائهم بمكاتبة بعض قادته وجنده لاستمالتهم وإرسال المرجفين لتفرقة كلمتهم فينشغلون عن الاستعداد الأمثل للمعركة، وقد استهدفوا العناصر التركية بالتأثير، وقد تعدى نشاط السلاجقة في تحقيق ذلك حدود الجند في أرض المعركة إلى شراء ولاء عيون الأعداء وجواسيسهم، فقد ذكر أحد المرافقين للجيش الغزنوي في حربه ضد السلاجقة قوله: وكان جواسيسنا قد كذبوا كثيراً في هذا الشأن، وقد أغرتهم الرشوة وتبين اليوم أن كل ما قالوه كان بهتاناً وزوراً (?). ويذكر ابن الأثير أن السلاجقة نجحوا في مراسلتهم لقائد الجيش الغزنوي نفسه؛ فاستمالوه ورغّبوه فنفَّس عنهم وتراخى في تتبعهم (?)، وفي معركة ملاذكرد نجح السلاجقة في استقطاب أبناء عمومتهم من الأوزو البجناق الذين كانوا يحاربون مع الجيش البيزنطي إلى جانبهم في الوقت الحاسم من المعركة بدافع العصبية لهم, ويذكر بعض المؤرخين أن انضمامهم كان سبباً مباشراً في انتصار السلاجقة على البيزنطيين في هذه المعركة (?).
أدرك السلاجقة أهمية الدراية الواسعة بمعرفة الأرض معرفة كاملة تشمل المناطق التي يعيشون فيها (?)، ففي حربهم مع الغزنويين في معركة دنقدانقان كان السلاجقة قد استولوا على الطرق وسيطروا على الجبال والمرتفعات (?)، حيث وضعوا الحراس فوقها لمراقبة جيش العدو (?)، وبذلك سيطر السلاجقة على الطرق المحيطة بأرض المعركة وحاولوا قطع خطوط الإمداد والتموين للجيش الغزنوي (?)، وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة جهز السلطان ألب