أرسلان جيشاً للقضاء على قطاع الطرق الأكراد (?) وسيطر السلاجقة على معظم الطرق في آسيا الصغرى أثناء صراعهم مع البيزنطيين، حتى وصف بعض معاصريهم هذا الوضع بقوله إنه لم يوجد طريق لم يحتلوه (?)، فكانت سيطرتهم على كل الطرق، والخطوط الرئيسية المهمة، ولهذا كانوا في مركز يؤهلهم للنجاح في التقدم في آسيا الصغرى (?)، كما يؤمَّنون هذه السيطرة على الطرق بحراستها وإشعال نيران المراقبة فوق المرتفعات ليلاً (?).
أدرك السلاجقة أهمية المياه للجيوش المحاربة فكان اهتمامهم كبيراً بالسيطرة على الموارد المائية قرب أرض المعركة، ففي المعارك التي خاضها السلاجقة ضد الجيوش الغزنوية، يقول البيهقي - وهو شاهد عين- بعد معركة سرخس: إن السلاجقة كانوا يعملون على تحويل مجرى هذا النهر الذي نقيم على شاطئه (?)، ثم يقول بعد ذلك: إذا بماء هذا النهر ينقطع جريانه ... وبعد عنا الماء الجاري واضطررنا إلى التعويل على مياه الآبار (?). ويؤكد بعض المؤرخين أن جيش السلطان مسعود الغزنوي عانى من قلة المياه في ملاحقته لجيش السلاجقة وأن ذلك كان سبباً مباشراً في انتصار السلاجقة عليه في المعركة التي حدثت في الصحراء الواقعة بين سرخس ومرو في مكان يُعرف بدندانقان سنة 431هـ.
ذكر قائد جيش السلاجقة في بداية دولة جغري بك داود أن الأحمال الثقيلة هي نقطة الضعف الوحيدة في جيش الغزنويين لارتباطهم بها، فكانت سبباً في هزائمهم المتكررة من قبل السلاجقة (?)، وتبعاً لما أكدته الرسائل التي بعث بها جواسيس الجيش الغزنوي إلى السلطان مسعود فقد اعتبر السلاجقة خلو جيشهم من الأثقال والأمتعة التي تعوق تحركاته من تقاليدهم الحربية التي يجب المحافظة عليها (?)، ويذكر البيهقي أن السلاجقة جعلوا أثقالهم خلفهم على بعد ثلاثين فرسخا (?) (تسعين ميلاً) فكانوا - حينما يشعرون بالخطر يرسلون عيالهم وأمتعتهم وأثقالهم إلى مخابئ آمنة في الصحراء يعرفونها بواسطة جزء من فرسانهم لحراستها، حتى يتهيأ لهم القتال بحرية أكبر، وهو ما