البيهقي -وهو شاهد عيان لحروب السلاجقة مع الغزنويين- ذلك بقوله: وعلت قعقعة السيوف (?)، كما استخدمه السلطان ألب أرسلان في معركة ملاذكرد أثناء اشتباكه مع أعدائه البيزنطيين (?)، كما وجد استخدام السيف عند السلاجقة في حروبهم مع الصليبيين (?)، كما استخدم السلاجقة الرمح والخنجر عند الالتحام (?).
طبق السلاجقة سياسة الاستنزاف ضد أعدائهم، فكانوا يؤجلون الالتحام مع أعدائهم، حتى يتم استنزاف قوة جيش الأعداء، ويصل إلى درجة كبيرة من الإنهاك فيتسنّى لهم هزيمته، وتبدو الأهمية الكبرى للنتائج التي حققها الجيش السلجوقي من الاستنزاف لقوة الأعداء في حربهم ضد الصليبيين، فكان تطبيق السلاجقة لهذا الفن الحربي سبباً في التعب والإنهاك الذي لحق بجيش الصليبيين (?)، فضلاً عن المجاعة الكبيرة التي أحدقت بهم (?). وسيأتي بيان ذلك في محله بإذن الله.
أدرك السلاجقة أهمية مصادر المياه للجيوش المحاربة، ولذلك قاموا أثناء حروبهم الأولى مع الدولة الغزنوية بتدمير مصادر المياه أثناء انسحابهم كواحدة من الوسائل المستخدمة في سياسة الأرض المحروقة، ففي معركة دندانقان سنة 431هـ بادر السلاجقة على الفور بتغوير مياه آبارها وتخريبها (?). ويصف السلطان مسعود الغزنوي ذلك بقوله: وجدنا الأعداء قد ردموا الآبار ... وجعلوها قبوراً (?)، بأن قاموا بإلقاء الجيف فيها مما حرم الجيش الغزنوي من الاستفادة من مياهها وتعرض بالتالي للعطش الشديد (?)، وقد قاسى البيزنطيون كثيراً من الأثر التدميري الكبير الذي خلفته حملات السلاجقة على الأقاليم والمدن التي هاجموها، خاصة تلك الحملة الكبرى التي قادها السلطان طغرل بك على أرمينية سنة 446هـ (?). وقد فشل البيزنطيون في منع السلاجقة في تخريب المناطق التي يمرون بها قبل لقائهم معهم في معركة ميريو كيفالون سنة 572هـ التي انتصر فيها السلاجقة (?)،