من يقوم بإطلاقها أو استخدام قوس الحسبان المتعدد السهام- من أهم عوامل فعاليتها البالغة، وقد وزع السلطان ألب أرسلان أثناء حصار حلب ثمانين ألف نشابة (?)، وعندما تسلَّم السلطان مدينة حلب استعصت عليه قلعتها فأمر برشقها بالسهام دفعة واحدة فرشقها الجيش حتى كادت الشمس تحجب لكثرة السهام، فسلمت القلعة له نتيجة لذلك (?)،
وقد أثبت استخدام السلاجقة للسهام في حروبهم ضد الصليبيين فعالية واضحة في إلحاق الهزائم بأعدائهم عن طريق إجادتهم استخدامها بدقة بالغة فضلاً عن غزارتها (?)، فقد استطاع رماة النشاب في الجيش السلجوقي سنة 515هـ أن يفنوا الجيش الصليبي بكامله عندما دخل أرضاً موحلة فلم يفلت منهم أحد (?).
يظهر أن الالتحام مع العدو عند السلاجقة يتم على مرحلتين:
1 - مرحلة الالتحام الأوّلى: يقوم الجيش السلجوقي بالالتحام مع الأعداء في البداية لإيهام العدو ببدء المعركة، وهو ما وصفه ابن الأثير بقوله: فصبر لهم ساعة (?)، في ذكره أحداث المعركة بين السلاجقة والعرب الذين خرجوا عن الطاعة في عهد السلطان طغرل بك (?)، فقد التحم السلاجقة مع أعدائهم لفترة وجيزة ثم تراجعوا كالمنهزمين نحو كمائنهم، فكان هذا الالتحام المبدئي لإقناع الجانب الآخر بالبدء الفعلي للمعركة ثم الانتظار قبل بدء تطبيق خطة التراجع الزائف لإيهام الأعداء بالهزيمة ومن ثم نجاح الكمائن في مفاجأة الأعداء ومباغتتهم، وتحقيق النصر عليهم (?).
2 - مرحلة الالتحام الكامل: لم يقتصر استخدام السلاجقة للقوس والسهم على الالتحام المبدئي فقط، بل نجد استخدام السلاجقة لها في الالتحام الكامل كذلك، فقد استخدموها بفعالية واضحة في جميع الحروب الميدانية التي خاضوها ضد أعدائهم (?) وكان السيف أحد الأسلحة الخفيفة التي يستخدمها السلاجقة في الالتحام مع العدو، بل كان من أهم الأسلحة التي استخدمها المحارب السلجوقي في التحامه مع العدو (?). ويصف