طبق السلاجقة هذا التطويق لأعدائهم في حروبهم ضد البيزنطيين، فكان انقضاض السلاجقة على أعدائهم في معركة ميريوكيفالون 572هـ من جهات عديدة، كما كانت معركة ضور يليوم بين السلاجقة والصليبيين ميداناً آخر لتطبيق هذه الخطة حيث هاجم السلاجقة أعداءهم من الصليبيين وأحاطوا بهم من كل جانب (?)، ويذكر شاهد عيان لبعض حروب السلاجقة مع الصليبيين أن السلاجقة لجأوا إلى محاولة تطويق عدوهم في معظم هذه المعارك (?).
5 - المباغتة والمفاجأة: استخدم الجيش السلجوقي عنصر المباغتة والمفاجأة واعتبرها من ثوابت خططه في حربه ضد البيزنطيين (?)، وكانوا يفاجئون المدن البيزنطية في هجماتهم مما ساعدهم على فتح كثير منها (?)، وقد عانى الصليبيون من اعتماد السلاجقة على المباغتة لهم (?)، حتى وصف شاهد عيان هجوم السلاجقة المفاجئ وحصارهم للصليبيين بقوله: نظام كهذا لم يكن معروفاً لنا (?).
ارتبط تاريخ السلاجقة بإجادتهم الرمي بالسهام، فكانوا يطلقونها وهم على ظهور الخيل بإتقان دون التوقف أو الترجُّل عنها (?)، كما أثر عن سلاطينهم إجادة معظم الفنون العسكرية ومنها الرمي بالسهام (?)، وفي عهد السلطان طغرل بك كان إمطار الجيش السلجوقي مدينة قزوين سنة 434هـ بوابل من السهام سبباً في عدم مقدرة أهلها على الوقوف على سور المدينة للدفاع عنها مما اضطرهم إلى الدخول في طاعة السلاجقة (?)، ويذكر سبط بن الجوزي أن جيش السلاجقة كان يخرج منه أثناء المعركة عشرة آلاف نشابة دفعة واحدة (?)، وقد وصل عدد رماة السهام في مقدمة الجيش السلجوقي إلى حوالي عشرة آلاف رجل (?)، وهو ما يفسر ذكر بعض المصادر أن السلاجقة كانوا يمطرون أعداءهم بوابل من السهام الغزيرة (?)، فكانت الكثافة العددية لهذه السهام -المترتبة على كثرة تعداد