طارئ عدواني وحربي يتخذون التدابير كلها مع من مارسوا الحروب، ولهم فيها خبرات وتجارب كثيرة فيأتي الأمر موافقاً للهدف المرسوم، وكانوا إذا ما نشبت الحرب يرسلون إليها من خاض غمار المعارك الكثيرة، وهزم الجيوش العديدة واحتل القلاع، وذاع اسمه في العالم باسم الرجل الشجاع، وكانوا على الرغم من كل هذا يرسلون شخصاً مسناً ممن جابوا البلاد من ذوي الخبرات لتجنب الوقوع في الخطأ (?).

5 - الإخلاص والتضحية: عندما أراد الخليفة العباسي القائم بأمر الله البقاء في معسكر السلطان طغرل بك والخروج معه للقتال قال السلطان: الله الله! ما هذا مما يجوز أن يكون مثله، ونحن الذي يصلح للحرب والسفر والتهجم والخطر، دون أمير المؤمنين, وإذا خرج بنفسه فأي حكم لنا وأي خدمة تقع منا, وامتنع أن يجيبه إلى ذلك (?)، وفي ذلك دلالة على إخلاص السلطان في حماية الخليفة من خطر المعركة، كما تمتع بعض قواد السلاجقة كذلك بإخلاص نادر وصل إلى حد التضحية بأنفسهم في سبيل خدمة السلطان وحمايته فعندما هجم قاتل السلطان ألب أرسلان عليه, كان سعد الدولة كوهرائين (?)، شحنة بغداد واقفاً في خدمة السلطان فرمى بنفسه على السلطان يريد حمايته فأصابه هو أيضاً جرح، ولكنه لم يكن مميتاً (?).

6 - الحيطة والحذر والمتابعة: عمد السلاجقة إلى وضع الحيطة والحذر نصب أعينهم، فقد ظل طغرل بك - بعد انسحابه من فراوة (?)، أمام الغزنويين - مستعداً للحرب أياماً فلم يخلع حذاءه، ولم ينزع عنه الزرد وكان يتوسد درعه حين ينام, وإذا كان حال قائد هذه الجماعة على هذا النحو فمن اليسير معرفة حال الآخرين (?)، وعندما هزم السلاجقة جيش مسعود الغزنوي, لم يُنزل - أي داود قائد السلاجقة- عسكره ثلاثة أيام عن ظهور دوابهم لا يفارقونها إلا لما بد لهم منه من مأكول ومشروب وغير ذلك (?)، مما يدل على اتخاذه الحذر والاحتياط من عودة العدو إليهم، وبات جند السلاجقة على ظهور خيلهم أثناء حصارهم لمدينة مريم نشين في عهد السلطان ألب أرسلان (?)، وعندما أحضر رسول ملك الروم الجزية أخذه نظام الملك معه إلى كاشغر (?)، حيث أذن له هناك في العودة إلى بلاده وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015