لابنه ملكشاه الذي ما إن تولى الحكم سنة 465هـ حتى أنفق أموالاً طائلة استمال بها قلوب أمراء العسكر والحشم (?).

4 - الخبرة والتجربة: يذكر الماوردي (توفى 450هـ) أن انعدام الاستفادة من هذين الجانبين من الدلالات الظاهرة على ضعف الدول (?). وعبارة الماوردي هذه مهمة وخطيرة جداً تحتاج لتأمل من قيادة الفكر والرأي والاستفادة منها ومن التاريخ بشكل عام ومن دروسه وعبره لمن يريد النهوض بالأمة في هذا العصر, وقد مثلت الاستفادة من قِبل السلاجقة من الخبرة والتجربة فكر عصرهم بالفعل، ولهذا استعمل بعض سلاطين السلاجقة المشورة العسكرية في أرض المعركة للاستفادة الكاملة من الخبرات المتواجدة في الجيش السلجوقي، خاصة ممن لهم خبرة ودراية واسعة في المجال الحربي, فقد ذكر البيهقي - وهو شاهد عيان - مدى الخبرة والتدريب الموجودة لدى جند السلاجقة وقادتهم (?)، وأظهر السلطان طغرل بك اهتماماً بالنصائح التي قُدَّمت له من ذوي الخبرة والتجربة الواسعة حتى بلغ به الأمر إلى طلبها منهم بنفسه (?)، وقد كان للسلطان ألب أرسلان في بعض معاركه مجلس حرب, وقد عقد اجتماعاً مع كبار قادته قبيل معركة ملاذكرد وناقش معهم خطة المعركة. ثم بدأ بعد ذلك بخطبته المشهورة ثم عاد مرة أخرى للاجتماع بقادته بعد انتهاء خطبته في الجند، حيث بحث معهم الوسائل لتحقيق النصر على أعدائه (?)، كما استأنس برأي فقيهه أبي نصر محمد بن عبد الملك البخاري الذي أشار عليه بالقتال يوم الجمعة بعد الزوال والخطباء على منابرهم طلباً للنصر باعتباره يدافع عن دين الله (?)، فكانت هذه المعركة خير مثال للاستفادة الكاملة من الخبرة والتجربة العسكرية (?).

وبلغ من اهتمام الوزير السلجوقي نظام الملك بالخبرة أن عقد فصلاً لها في كتابه يقول فيه: ينبغي تدبر الأمور باستشارة الحكماء المسنين وذوي التجارب والأسفار (?)، فاستشارة ذوي الخبرة والتجربة سبيل للوصول إلى الرأي الصائب (?)، كما يسوق احترام السلاجقة للخبرة ومعرفة قيمتها بقوله: كان من عادة الملوك اليقظين أن يرعوا حرمة المسنين المجربين جوابي الآفاق ... والعارفين بشئون الحرب، بأن يجعلوا لكل منهم مقاماً ومنزلة أثيرة لديهم ... وكان إذا جدّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015