ضد الصليبيين وكان مهتماً بتجهيز الجيوش مرات عديدة لهذا الغرض (?)، كما اعتبر جهاده ضد الإسماعيلية وصدهم جهاداً في سبيل الله (?)، ولم يغفل السلطان سنجر جهاده في الشرق ضد كفار الأتراك، فقام بعدة حملات عسكرية عليهم (?)

وعلى الرغم مما تعرضت له الفكرة الجهادية من بعض الفتور أثناء الصراعات بين أفراد الأسرة السلجوقية على السلطة أو مع غيرهم من الحكام، فقد ظل الجهاد في سبيل الله لدى السلاجقة يشكل ركيزة مهمة في فكرهم العسكري (?)، فقد كان مفهوم الجهاد واضحاً في حروب السلاجقة، وعرف ذلك عنهم معاصروهم وعلى رأسهم عدد من الفقهاء وقتذاك، يقول الإمام الجويني في وصفهم: أليس بهم (أي السلاجقة) انحصار الكفار في أقاصي الديار؟ وبهم تخفق بنود الدين على الخافقين، وبهم أقيمت دعوة الحق في الحرمين (?)، فإذا كانوا عصاماً لدين الإسلام ووزراً للشريعة، فما القول في أقوام بذلوا في الذب عن دين الله حشاشات الأرواح وركبوا نهايات الغرر متجردين لله تعالى في الكفاح (?).

3 - الحرص على كسب ولاء الجيش وقادته: حرص سلاطين السلاجقة على كسب ولاء جندهم لمن يرشح من أبناء الأسرة السلجوقية لاعتلاء عرش السلطنة واهتموا بهذا الأمر اهتماماً كبيراً إيماناً منهم بأهمية ذلك ودوره في كفاءة السلطان الجديد وتأييد الناس له واستقرار الأحوال في عهده ونجاحه في إدارتها، فقد كان تعيين طغرل بك سلطاناً على السلاجقة، وقائداً أعلى لجيوشهم - بالرغم من أنه لم يكن الابن الأكبر لميكائيل حيث كان أخوه جغري بك أكبر منه سناً - بناءً على قدرته وشخصيته الأمر الذي أدى إلى التفاف الجند والقبائل حوله ودعمهم له (?)، فقد كان متسامحاً معهم، وعندما أراد تولية الحكم من بعده لسليمان ابن أخيه داود وزّع على الجند سبعمائة ألف دينار وثياباً وأسلحة تساوي مائتي ألف دينار استمالة لهم ولكنهم في النهاية مالوا إلى ألب أرسلان (?)، وكلَّف السلطان ألب أرسلان بعد إصابته وإحساسه بدنو أجله الوزير نظام الملك بالقيام بأخذ العهود على الجند بالتأييد والمبايعة لابنه ملكشاه (?). وتعطينا هذه الحادثة تصوراً لهذه الأهمية بدليل تكليف الوزير للقيام بها بنفسه، ولم يكتف السلطان بذلك، بل أخذ العهود على نظام الملك، وأوصاه به كما أوصى الجند كذلك (?)، تأكيداً منه على ضمان ولائهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015